• ×
الإثنين 28 شعبان 1444 | 1444-06-23
نانا السقا

كانت منيرة

نانا السقا

 0  0  73674
نانا السقا


أتت من تونس الخضراء أرض الجمال والعزة والكرامة، بلاد أبو القاسم الشابي الذي عطر بكلماته تونس وخلدها بكلماته الساحرة. كانت مشبعة بالجمال لتشارك بنداوة صوتها في الإحتفال بعيد الإستقلال الوطني. وكنت أنا من ضمن الوفد الصحفي الذي حضر لتغطية الحفل بالسفارة التونسية بجدة. كان هذا قبل مايقارب العشرون عاماً. يومها كانت تشدو للوطن بصوتها العذب الذي أسبغ عليها جمالاً فوق جمالها. وأحساساً شفافاً يضارع احساس روحها.
تحدثنا وتآلفنا معاً ونشأت بيننا صداقة يصعب أن تجدها بين إثنين.
صداقة مفتوحة على كل الجوانب الإنسانية في جميع جوانب الحياة. علاقة جعلت في النفوس ألفه ومحبة من ذلك النوع الذي يزداد بمرور السنوات ويزداد متانته ومكانته ولا يتغير إلا الى الأفضل. لم تستطع المسافة أن تأخذ من مشاعرنا الصادقة شيئاً. فهي الصديقة والأخت التي لم تلدها أمي. وما أكثر ما كان يجمعنا رغم الأميال.
عندما أتت إلى المملكة لأداء العمرة. قضينا جميع أيامنا سوياً. عززنا بها صداقتنا وأخوتنا واقتربنا من بعضنا أكثر فأكثر. وعندما دعتني إلى الكويت لحضور تكريمها، ذهبت إليها وكلي شوق للقاءها وتهنئتها.
وعندما اتصلت بي وطلبت مني الحضور إلى القاهرة لمشاركتها في أحتفالها في الأوبرا في القاهرة طرت على جناح الشوق. وهناك إستمتعنا بروعة الصداقة الأبدية.
كنا ننتهز كل فرصة نجدها لنلتقي ونجعل الذكريات بيننا حبلاً ممتداً لاينقطع. كانت مثالاً للأخلاق العالية والتواضع الكامل والتعامل الأخلاقي النادر مع جميع فئات الناس. كنت أشاهدها تتعامل بكل حب في الكثير من المواقف، تساعد وتعاون الآخرين بكل طيب خاطر.
وصلني أمس الخبر المفجع برحيلك عن عالمنا. تجمعت في قلبي الأحزان والأسى والذكريات. بكيتك بحرقة ورأيتك أمامي بكل تفاصيلك الجميلة وهدوئك الأجمل وطيفك الأخاذ وابتسامتك الطيبة وكأنك تودعيني في صمت.
وداعاً صديقتي منيرة. فأنت حقاً لك من أسمك نصيب فقد كنت تنيري بضياءك وصفاءك حياة من حولك.
وداعاً أختي وعشيرة سنوات عمري وصديقتي وسنلتقي يوم البعث الكبير في جنات الخلد.
ارقدي بسلام وسيتولاك العلي القدير برحمته إنه لطيف خبير.


image




بواسطة : نانا السقا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:08 مساءً الإثنين 28 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021