ايشان ذلك الطفل ذو التسع سنوات من عمره وبطل الفيلم الهندي (Taare Zameen Par) التي تدور أحداثه بإختصار عن معانته مع أحد امراض صعوبات التعلم (Dyslexia) وهو ما يعرف بعسر القراءة وتكمن أعراضه في: الخلط بين الحروف والكلمات، عدم التمييز بين الأحرف المتشابهة، كتابة الكلمات والأعداد بطريقة معكوسة، كل هذا أدى لتدني درجاته في الرياضيات والقراءة، مما جعل والديه يصبون غضبهم عليه لتقصيره في الدراسة ومشاغبته، وأصبح كل من في مدرسته يلقبوه بـ (ملك الاغبياء) ومع هذا كله كان يعشق الرسم وجمع الأسماك الملونة والتأمل في الطبيعة، فقرر والده إلحاقه بمدرسة داخلية وهناك أستمر القمع والإحباط والذي تحول الى خوف وإحباط عند الطفل، إلا ان ألتقى بمعلم الرسم والذي أثار اهتمامه واستطاع تشخيص حالته، بل وذكر له أن أينشتين ودافنشى ووالت ديزنى وأجاثا كريستى كانوا يعانون من تلك الصعوبة، وبعدها بدأت رحلة المعلم التعليمية مع الطفل ايشان لاسترداد ثقته بنفسه بعيداً عن نمط التدريس الجامد وبطرق التدريس الحديثة والخاصة بصعوبات التعلم، وعندها استطاع الطفل أن يتخطى سور الفشل العظيم وتغيرت شخصيته، وتحسنت درجاته في نهاية العام وحقق النجاح بعد فشله عاميين متتالين، بل وحصل على المركز الأول في مسابقة الرسم وبهذا تنتهي أحداث الفيلم، ولكن يبقى أثر ذلك المعلم في حياة ايشان طيلة العمر، فهو من يستحق الشكر والتبجيل والامتنان، والجدير بالذكر أن وزير التعليم الهندي قد أصدر قراراً بإدخال الفيلم للمعلمين في المدارس الابتدائية هناك بعد أن شاهده!! والسؤال الذي يتبادر في أذهننا: كم ايشان يعيش بيننا؟
قصة هذا الفيلم أعادت لنا التفكير في قضية صعوبات التعلم والتي ما زالت ألية تنفيذها غامضة حتى يومنا هذا، فللأسف يطلقون بعض المعلمين مصطلح (ذوي صعوبات التعلم) على أي طالب لا تروق لهم نتائجه الدراسية، ويكون مشاكساً، كثير الحركة، أو حتى انطوائياً وكثير التردد، دون اللجوء الى المختص المناسب للوصول إلى التشخيص السليم، وفي المقابل نجد أن تدني مستوى الطلبة وخصوصاً في المهارات الأساسية التي يعتمد عليها التعليم حِمل أرهق كاهل الكثير من الأباء والأمهات، والغالبية التي تجهل سبب هذا التدني اتجهت الى أسلوب العقاب والتهديد والشده او السخرية او المقارنة بالغير.
ولهذا نجد أنه لابد من توضيح كيفية تشخيص وطرق اكتشاف الأطفال المصابين بصعوبات التعلم لكل من الأسرة والمدرسة من بداية العام الدراسي حتى يتلقوا الرعاية الخاصة بهم، فالاكتشاف المبكر يؤدي إلى نتائج أفضل لهم، فهؤلاء الطلبة مازالوا تائهين وسط زحام الفصول والمعلمين لا يستطيعون أن يفعلوا لهم شيئا، واخيراً وكما قيل إن صعوبات التعلم هي الإعاقة الخفية الغير مرئية، وأتمنى ألا تكون طرق الاكتشاف والتشخيص خفية أيضاً في مدارسنا التعليمية.
بقلم: اميرة سعد الزهراني – باحثة دكتوراه مناهج وطرق تدريس العلوم
قصة هذا الفيلم أعادت لنا التفكير في قضية صعوبات التعلم والتي ما زالت ألية تنفيذها غامضة حتى يومنا هذا، فللأسف يطلقون بعض المعلمين مصطلح (ذوي صعوبات التعلم) على أي طالب لا تروق لهم نتائجه الدراسية، ويكون مشاكساً، كثير الحركة، أو حتى انطوائياً وكثير التردد، دون اللجوء الى المختص المناسب للوصول إلى التشخيص السليم، وفي المقابل نجد أن تدني مستوى الطلبة وخصوصاً في المهارات الأساسية التي يعتمد عليها التعليم حِمل أرهق كاهل الكثير من الأباء والأمهات، والغالبية التي تجهل سبب هذا التدني اتجهت الى أسلوب العقاب والتهديد والشده او السخرية او المقارنة بالغير.
ولهذا نجد أنه لابد من توضيح كيفية تشخيص وطرق اكتشاف الأطفال المصابين بصعوبات التعلم لكل من الأسرة والمدرسة من بداية العام الدراسي حتى يتلقوا الرعاية الخاصة بهم، فالاكتشاف المبكر يؤدي إلى نتائج أفضل لهم، فهؤلاء الطلبة مازالوا تائهين وسط زحام الفصول والمعلمين لا يستطيعون أن يفعلوا لهم شيئا، واخيراً وكما قيل إن صعوبات التعلم هي الإعاقة الخفية الغير مرئية، وأتمنى ألا تكون طرق الاكتشاف والتشخيص خفية أيضاً في مدارسنا التعليمية.
بقلم: اميرة سعد الزهراني – باحثة دكتوراه مناهج وطرق تدريس العلوم