• ×
السبت 10 رمضان 1444 | 1444-06-23
لمياء عبدالله النفيعي

العزلة المثمرة

لمياء عبدالله النفيعي

 0  0  22093
لمياء عبدالله النفيعي


‏العزلة ملاذ الأمان والراحة وسلوى للنفس ومواجهة مرآة روحك والهروب من فوضى المجتمع ولا يقصد بها الابتعاد عمن تحب او الشعور بالفشل أو لحالة اكتئاب مُررت بها بل هي الاقتراب من النفس والانتباه لها.
‏وهي اكتشاف داخلي وجهد كبير لاخراج ما بداخلك وقد يكون مؤلمًا لك ولكن من خلالها تستطيع رؤية حقيقتك بوضوح، وتنقية روحك وتصفية ذهنك وسماع أفكارك وصوتك والتحاورمعها، وتطوير ذاتك، واكتشاف هويتك بعيداً عن التشتت الخارجي، واتخاذ قرارات من دون تأثير الآخرين،
‏وتوفر العزلة وقت للتأمل والنمو في الروحانية والشخصية.
‏وهذا أمر يحتاجه الانسان بين حسن وآخر وكانت موجودة منذ عهد الرسالات ولنا في رسول الله قدوة حسنة حينما كان يتحنث في غار حراء.
‏لقد وصفها الأديب ارنست همغواي: (( ابتعادنا عن البشر لا يعني كرهًا اوتغيراً ، العزلة وطن للأرواح المتعبة ))
‏وهي أسهل دواء وعلاج روحاني ولها فوائد جمة بتقوية الصلة بالله تعالى، طلب العلم ، مطالعة الكتب ،التحرر من القلق المستمر في الحياة اليومية ،اكتشاف موهبة قادرة على إثارة الأبداع، رؤية الاخرين بوضوح والرجوع لحياتك التي أهملتها يومًا.
‏وكما قال الكاتب هيرمان هسه بما معناه : (( طوبى لمن عثر على العزلة الاختيارية ))
‏وهي تختلف عن الوحدة اختلافاً كلياً التي تدمر حياة الشخص بابتعاده عن المجمتع والانطواء بعيدًا مما تؤدي إلى آثار سلبية فيحتاج للتدخل وانتشاله من قوقعته.
‏فطالما تمتلك علاقات اجتماعية جيدة ،فاعتزلوا قليلاً لتجددوا أرواحكم المتعبة.


بواسطة : لمياء عبدالله النفيعي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:50 مساءً السبت 10 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021