رجل امن تخرج حديثاً في المجال الامني ، سألني بعفوية كيف تتحقق العدالة الجنائية ؟وبماذا تنصحني .
*أجبته أن وجهات النظر في المجمل متفق عليها ولكن هناك جزئيات مُخَتَلفْ عليها فلكل مدرسة وجهة نظر في جزئيات معينة في التطبيق.
*فمدرستي ترئ ان العدالة الجنائية تتحقق في مثلث متساوي الأضلاع والزوايا ( قانون -عقل - قلب )تُطَبق بالتساوي في المجمل ولكن في بعض الاوقات قد تقل أو تميل احد الزوايا في التطبيق لهدف سامي ونبيل أنسانياً بحيث لا تتضرر أو تختل بقية الأضلاع والزوايا..وهذه العملية دقيقة جداً تحتاج لفكر أمني راقي وراشد من قبل رجل الأمن.
*فالقواعد الاساسية للعدالة الجنائية تعريفياً متفق عليها ( القانون - العقل - القلب ) فالقانون هو مجموعة القواعد التي تحدد الجرائم والجنايات وعقوباتها كما أن العقل هو ادراك بالمدرك الصادق الامين من الغاية المراد تحقيقها أما القلب هنا فهو استشعار روحي مقترن بالرحمة الانسانية .
*جميع تلك الأسس تجتمع في التطبيق الميداني والعملي حيث يطبق في مرحلة من مراحلهاروح العدالة الجنائية..وهذه تتحقق بالصفات الواجبة توفرها في رجل الامن الكفؤ واقصد بذلك الكفاءة بما تعنيه الصفة هذه من معاني ابتداء بحسن الاختيار من بداية الالتحاق بتكافؤ الفرص باختيار الافضل و انتهاء بالتدريب المهني العلمي المتخصص في المجال الامني .
*ففي مرحلة تطبيق روح العدالة الجنائية قد يتغاضي رجل العدالة (بما فيهم القضاة ) عن تطبيق القانون بحذافيره وهذا ليس معناه انهم لم يحترموا القانون أنما يعنى انهم راعوا عدم معاقبة المخالف بالعقوبات المنصوص عليها في القانون كمراعات ولظروف انسانية بحتة ودون الإخلال بالامن الاجتماعي .
مثال بسيط من يتذكر حدث ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ..هذا المثال يمثل قمة روح العدالة الجنائية الانسانية . اضافة سريعة أن الأمن يتحقق عن طريق العدالة الجنائية .حفظ الله البلد الامين ( لواء م / طلال ملائكة - ١٤٤١/٤/٢ )
