سنة الحياة في الكون كل شيء يتغير ويتبدل ولا يدوم حاله وبمرور الزمن قد يتغير الإنسان ليتعلم أكثر أو يتغير من معاملة الآخرين له ، وقد تتغير أراء وتصرفات ولكن تظل طباع شخصية الفرد مسيطرة عليه وتختلف شخصية الفرد باختلاف البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها وتلعب عدة عوامل في تكوين شخصيته كعوامل وراثية وعوامل يكتسبها من بيئته التي تؤثر فيه مباشرة، وقد تقابل في حياتك أشخاص مثالين وعدوانيين ونرجسيين وطيبين ومن تلك الشخصيات المُقنعون الذين قد تربطك بهم علاقات متينة ولكنك لا تعرف حقيقة نواياهم فهم يختبئون خلف أقنعة تخفي وجوههم الحقيقية ويظهرون لك المحبة والاهتمام وتظنهم ملائكة على الأرض ولكنهم في الداخل أشخاص آخرون وعندما تقترب منهم ويسقط القناع تتفاجئ بأنك لا تعرفهم فتُصدم مشاعرك وعلى الثقة العمياء التي منحتها لهم وخذلانهم لك في أشد المواقف وقد تحتاج وقت طويل لتستوعب بشاعة الوجه الحقيقي الذي تقاسمت معه ذكرياتك.
وهم من أصعب الشخصيات التي يصعب التعامل معهم لأنهم يتقمصون الشخصية المثالية ويتعاملون معك على حسب أهوائهم وتتقلب شخصياتهم كتقلب الفصول وليست لديهم القدرة على ضبط مشاعرهم وعدم التفكير بالعواقب الناتجة عن تلك المشاعر.
وأذا سألت ما الذي تغير يقولوا: كل شيء يتغير في هذه الحياة ولا يدوم وهذه ليست حجة مقنعة بل شماعة يعلقون عليها سلوكياتهم الخاطئة.
لقد وصف علم النفس الذين يلبسوا الأقنعة ويقومون بهذا التصرف إلى نقص في الذات لديهم ويختلفون عن تلك الشخصيات التي تمتع بثقة كبيرة بذاتها لأنها تعبر عن وجهها الحقيقي.
يقول الكاتب لويجي بيرانديلو: (في هذه الرحلة الطويلة من الحياة، ستواجه الكثير من الأقنعة والقليل من الوجوه))
هؤلاء المُقنعون تخالطهم في حياتك اليومية ويتسترون لفترات ولكن سرعان ما تتكشف حقيقتهم الزائفة وتتعرى تلك الوجوه المتلونة لتراهم على حقيقتهم بلا رتوش، وهنا تضع نقطة فاصلة بينك وبينهم لكيلا تخدع مرة أخرى ويبقى من كان صادقا معك.
فالأقنعة ملونة فعليك اختيار صاحب القناع الأبيض المضيء الذي يشع وينير لمن حوله وتبني معه حياة أفضل وابتعد عن أصحاب الأقنعة السوداء التي تخفي ما بداخلها من سواد.
همسة:
يا من تلوَّنَ في الطباعِ أما ترى
ورق الغصونِ إذا تلوّن يسقطُ؟