كتابة/ ردة سعيد الحارثي
لقد احترت وحار القلم فيما اكتب عن قامة شعرية عرفتها الساحة الشعرية بكل فنونها حيث ان هذه الشخصية والقامة الشعرية لها الفضل الكبير في التجديد في فن المحاورة (القلطه) والارتقاء بها الى آفاق ارحب وأوسع في طرحه الاجتماعي للأحداث وابتعاده عن الطرح الثابت والاسلوب التقليدي الذي يوقض الفتن والنزاعات القبلية لما تتسم بهذه الشخصية من قيمة فنية شعرية صقلتها العلم والمعرفة لتغيير مفاهيم متعددة تجاه توجهات المعنى واهدافه وذلك كؤشر ثقافي شعبي يعنى بالموروث وفق ماتقتضيه ثقافة المنهج في الإثراء الشعري لمثقف يحمل الدرجات العلمية غير مسار المحاورة الشعرية في طرحه الشعري من خلال احتكاكه بشعراء استمدوا تقافتهم الشعرية من مكتسبات الفطرة وثقافة العلوم الشفوية وما اكتسبته شخصيتنا الفذة من تحقيق المعادلة الصعبة بين مكاسبات ثقافة التحصيل العلمي وبين مكتسبات الفطرة البدوية حيث اعتمد على رمزية المحاورة باشكالها العامة والتعبير عن هموم المجتمع وما يدور في مجتمعه من خلال معايشته وتلمس رغبات جمهوره وهو ما حضي بمحبة متابعيه من خلال محاوراته ،
انه شاعرنا المبدع مطلق بن حميد بن احمد الثبيتي من موليد الطائف ، تخرج من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة عام 1385هجرية ابتعث الى المملكة المتحدة لنيل الماجستير من جامعة(مانشستر) في التجديد والقليد في الشعر العربي الحجازي المعاصر،
تقلد عدة مناصب بعد حصوله على الماجستير منها عضو هيئة تدريس بجامعة ام القرى ، سكرتير مجلة الدارة التي تصدر عن دارة الملك عبدالعزيز بالرياض ، عين ملحق تعليمي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالسودان، عين رئيس قسم البحوث والترجمة وتطوير المناهج بوزارة التعليم العالي ،
له عدة مؤلفات ؛
ديوان قصائد ومحاورات شعبية ، جراح الأمس، ديوان اندلسيات والعديد من المشاركات الأدبية والشعرية سواء عن الشعر الشعبي او الفصيح حيث كان يجيد الشعر الفصيح بحكم تخصصه ،
انتقل الى جوار ربه شاعرنا الكبير رحمه الله بالولايات المتحدة الأمريكية في الرابع من شهر ربيع الاول من عام 1416 هجريه إثر مرض عضال لم يمهله طويلا ودفن بمكة المكرمة، فرحم الله الشاعر الملهم مطلق الثبيتي وأسكنه فسيح جناته، ومن هنا اتقدم بالشكر والتقدير الى حفيد شاعرنا مطلق الثبيتي نايف تركي مطلق الثبيتي لاهدائي نسخة من ديوان المغترة يشتمل هذا الديوان عن جميع مشاركات الشاعر مطلق الثبيتي الشعرية في محاورات المغترة وغيرها فله مني وافر الود و الإحترام والتقدير ،
وأخيرا بيت شعري لمطلق :
يحفظ الله الجزيرة والشجاع الي حكمها
مثل قصرن ثابت السيسان واخوانه حصونه .