كتابة/د. فاطمة الزهراء الأنصاري

ربما نرى أن من الغريب التحدث مع الذات بصوت مسموع، لأن غالبية الناس تميل إلى تفسير ذلك بأنه علامة من علامات الخلل العقلي او شئ ممنوع. بالرغم من أن الأبحاث أثبتت أن التحدث إلى النفس فيه تمييز، ويمكن أن يساعد على تنشيط الذاكرة وزيادة الثقة والتركيز .إن التفكير مع الذات شيء صحي ومعقول ولكن احذر أن تتحدث مع نفسك في كل وقت وأمام أي أحد فهذا أمر غير مقبول.
أثبتت الدراسات أن الانسان الذي لديه مشكلة ويتحدث فيها مع ذاته، يكون اكثر قدرة على ايجاد الحلول وترتيب أولوياته. ومن الملاحظ أن الذين يتحدثون مع ذواتهم ويسمعون مايقولون تثبت المعلومات لديهم بنسبة أكبر من الذين يفكرون وهم صامتون. والتعبير عن الذات بدون خجل وباستمرار هو نتيجة طبيعية لصحة أي قرار. لو أخذنا الشخص الغاضب كمثال حين يقوم بمحاسبة نفسه بصوت عال فإنه يشعر بالراحة النفسية وبالتالي تزول موجة الغضب القوية. كلنا نحتاج للحديث إلى شخص يهتم بنا ،نحتاج إلى من يعرفنا جيداً ويدعمنا، ولا يوجد أفضل من أنفسنا للقيام بهذا الدور، فنحن نعرف أنفسنا جيداً ونعرف حقيقة شعورنا، وهو ما يمكن أن يساعدنا على تحسين أحوالنا.
ومن الأمور التي تدعم شخصية الانسان أمام الآخرين أن يعبر عن نفسه بشكل صحيح ورزين، فإذا استدعى موقف أن يوافق ويؤيد لابد أن يقبل، وإذا كان الموقف يستدعي أن يرفض ويندد فعليه أن يفعل. فالله سبحانه وتعالى خلق الذات الإنسانية وخلق لها خواص كثيرة، ولكل نفس طريقة للتعبير عن ذاتها كالغضب، والفرح، والحزن، والحيرة، والقلق. كل هذه الحالات نعيشها ولكل منا طريقته الخاصة في التعبير عنها.
ولكن.. لا يعني التفكير بصوت عال أو التعبير عن الذات، أن يكون الشخص قليل الادب أو كثير الشتم واللعنات.
ولا العصبية والمجادلة والاصرار. فالارتقاء بالأفكار دليل على إرادة الإنسان في التطور باستمرار.
خلاصة القول ياجماعة فكرّ وسمع صوتك لنفسك ولمن حولك

f_alzahraaa@hotmail
@f_alzahraaa