• ×
الثلاثاء 29 شعبان 1444 | 1444-06-23
هدى العمر

تعريفات ميسرة للحركات الفنية الحديثة

هدى العمر

 0  0  37989
هدى العمر
كتابة/ هدى العُمر


كثيرا ما نري الفن التشكيلي الحديث بنزعاته المتعددة وما نعيشه حاليا من تقلبات واتجاهات فنية حديثة ومستحدثة لا يمكن أن ننكر أن جذورها ومناهلها وقد امتدت من إبداعات عصور مضت سواء من الماضي السحيق أو القريب. فمعظم الاتجاهات الفنية المعاصرة تُعبر مضمون موضوعاتها عن جوانب عدة لمسناها منذ بداية الفنون متمثلة في بعض الفنون البدائية مثل الرمزية والتجريدية الي آخر المنظومة من مسميات استحدثت مسمياتها وأطلق عليها مصطلحات وجدنا أنه من الأهمية معرفتها باللغتين العربية والإنجليزية مما يسهل على الباحث أو المهتم الاطلاع على مضمونها ونحن هنا إذ نذكرها بإيجاز وتعريف مبسط كمرجع للمهتمين بهذا الجانب الإبداعي الفني التشكيلي.
- إذا بداءنا بتعريف الفنون منذ فنون عصر النهضة (القرن الثالث عشر-الثامن عشر) تقريبا فالمصطلح باللغة الإنجليزية هو: Renaissance art
وهو الفن الذي ينقل الطبيعة كما هي بأسس وقوانين أكاديمية صارمة فما يظهر في الواقع لابد وان يطابق تماما ما هو مرسوم.
- الاتجاه الرومانتيكي (Romanticism)
وهو ما يبالغ في التعبير عن المشاهد التراجيدية أو الدرامية على سبيل المثال المبالغة في التعبير عن الشر أو الجمال والحركة في الرسم عنيفة كتلك اللوحات التي نلمسها في أعمال الفنان جويا وأعمال العبقري أوجين ديلاكرو وتيودور جيريكو.

- الباربيزون (Barbizon school)
في الربع الثاني من القرن التاسع عشر نشطت حركة رسم المناظر الطبيعية فظهرت في أوروبا حركة فنية سميت باسم الباربيزون أهتموا فناني هذه الحركة بدراسة تأثيرات الرياح ومنظورات تقلب أجواء الطبيعة ورسم هذه التأثيرات مباشرة على لوحاتهم.
- الاتجاه الانطباعي أو التأثيري (Impressionism)
وتعد هذه الحركة أشهر اتجاه فني على الإطلاق إذا ان ظهورها في القرن التاسع عشر كان بداية تحرر الفن من أساليبه التقليدية إذ انها اهتمت بالتناغم البصري وتحليل الضوء وانعكاسه على العناصر وتفكيك اللون الموضعي الى قيم سواء بالنقط المرتعشة أو ضربات لونية سريعة ومفاجأة أو معالجات خشنة كالتي نراها في بعض لوحات فان جوخ وهكذا فمن تستوقفه لوحة انطباعية وكأنه يشاهد معزوفة لونية متناغمة تثير الحواس.

- الرمزية (Symbolism)
ولدت هذه الحركة عام 1886 وتهدف الي الاستعاضة عن الواقع بالفكرة بمعني الاستلهام من الواقع المحسوس فكرة وتحويلها الي رمز خفي نستطيع أن ان ندركه حسيا ولكننا لا نراه بصريا فالرمز هنا هو عوض عن المسميات الواقعية المحسوسة والهدف منه تأسيس عالم جديد للأشياء وتحويل للأشكال عن طريق قوي وجدانية حيوية غريزية نستطيع أن نشعر بها برؤية أعمال للفنان بول (جوجان) و(برنار) و (هنري ماتيس) وآخرين.
- التعبيرية (Expressionism)
حركة فنية عاطفية كان مركز ثقلها ألمانيا وظهرت حوالي عام 1911 ونشأت من خلال تحليل للمفكرين والأدباء لأسباب التحول الاجتماعي في ألمانيا والتعبيرية فلسفتها هي التعبير عن المنظورات بصيغ عاطفية وهي لا تهدف الي نقل الواقع بقدر تحويل اللحظة الى حس مباشر لا يخلو من المعالجات النفسية والانفعالية كاللوحة الصرخة للفنان (إدوارد مانش)ونستطيع فهم تأثير هذه الحركة على الأدب والسينما عندما نشعر بالتعبير القوي عن حدث من خلال قرأة نص جميل يستعرض حالة عاطفية أو حزينة أو كذلك في السينما عندما نشاهد قوة الانفعالات علي وجوه الممثلين في مشهد أو موقف.
- الوحشية (fauvism)
انطلقت من خلال مجموعة من الفنانين عرضت أعمالها لأول مره في صالون الخريف(باريس) عام 1905 أي ظهورها واكب ظهور الحركة التعبيرية وتمتاز الوحشية بجسارة ألوانها الصارخة النقية والغير مركبة وكان من أقطابها الفنان ماتيس الذي أنكر أن تحتوي الوحشية على بؤرة أو مركز انتباه في اللوحة أو اعتبار جزء منها هو الأهم كما متعارف عليه كأحد عناصر التكوين فجميع ما في اللوحة هو مهم فلا نهتم بإبراز جزء دون آخر أي أنها جعلت صياغة جديدة للمنظورات تناقض الألوان الواقعية لتحول أشد الألوان تضاربا مثل الأبيض والأسود أو الأحمر والأخضر ونسجها في توافق يسر الأبصار.
- التكعيبية (cubism)
وتعد التكعيبية أهم ثورة جمالية في القرن العشرين وبدأ ظهورها في عام 1908 وانتشرت بسرعة فائقة بين (1907-1914) وامتدت الى ما بعد الحرب العالمية الأولي وبعد رائعة الفنان بيكاسو للوحته (غانيات أفينيون) الي يومنا هذا. وهي أسلوب احتل مركز القيادة في الأبحاث الفنية المتطورة المتعلقة بالبناء الهندسي التجريدي وتحويل العناصر الي أشكال أسطوانية ومخروطية وكروية كالتي نراها في لوحات الفنان (جورج براك) وتدعي التكعيبية التحليلية (Analytical Cubism) واما الاتجاه الآخر فهو التكعيبية التركيبية (Synthetic Cubism) إن التكعيبية التركيبية هي فترة في حركة فن التكعيبية التي استمرت من عام 1912 حتى عام 1914. أصبح هذا الأسلوب الشائع للأعمال الفنية التي يشتمل عليها خصائص مثل الأشكال البسيطة والألوان الزاهية وعمق ضئيل أو معدوم، فكان أيضا ولادة فن الكولاج حيث تم دمج الأشياء الحقيقية في اللوحات.
- المستقبلية (Futurism)
حركة فنية تأسست في إيطاليا في بداية القرن العشرين وهي عكس التكعيبية وما تتصف به من سكون فتسعي الى إبراز الحركة والتحول السريع في اللوحات الفنية فالأشياء في حركة مستمرة مع تدافعها وتغير شكلها فعلي سبيل المثال إذا رسمت ناقة تجري فنري ان لديها العديد من الأرجل المتلاحقة وليس لأربعة فقط مع الحركة السريعة.
- التجريدية (Abstract)
التجريدية ببساطة بالمعنى الدقيق للكلمة، تعني كلمة مجردة لفصل أو سحب شيء من شيء آخر. يمكن تطبيق المصطلح على الفن الذي يستند إلى كائن أو شكل أو منظر طبيعي، حيث يتم تبسيطها أو تخطيطها. غالبًا ما يُنظر إلى الفن التجريدي على أنه يحمل بُعدًا أخلاقيًا، حيث يمكن رؤيته على أنه يقف لفضائل مثل النظام والنقاء والبساطة والروحانية. منذ أوائل القرن العشرين، شكل الفن التجريدي تيارًا رئيسيًا للفن الحديث.
قد نلمسها في أعمال الفنان (كاندنيسكي) التجريدية التعبيرية (Expressionism Abstract)
ونوع آخر من التجريدية للفنان (كازمير مليفتش) التجريدية السوبرماتزم (Abstract Suprematism) وقد تكون بعض من الأعمال التجريدية تهدف الي جذب المتلقي فقط من خلال استخدام تقنيات ومساحات لونية غامضة. التجريدية الهندسية (Geometric abstraction)
إن الفكرة المستمدة من الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون، وهي أن أعلى أشكال الجمال لا تكمن في أشكال العالم الواقعي بل في الهندسة، تستخدم أيضًا في مناقشة الفن التجريدي، فالفن التجريدي، لا يمثل العالم المادي، ويمكن أن ينظر إليه كانعكاس للروحانية. ومن أحد اقطابه الفنان (بيت موندريان).

- الدادئية (Dada)
حركة فنية ولدت قبل انكسار ألمانيا في الحرب العالمية الأولي "1915" في باريس وزيورخ ونيويورك ونمت وازدهرت في باريس "1920" حيث سعي الفنانين الداديون في كل من أمريكا وأوروبا الي نشر التهكم والسخرية والاستخفاف بكل شيء أثر تأثرهم بالدمار الذي تخلفه الحروب فاستخدموا في أعمالهم النفايات ومخلفات الطبيعة للتعبير عن هذه المشاعر ومن روادها الفنان (مارسيل دو شامب) و (ماكس أرنست) وغيرهم.
- السريالية (Surrealism)
ويعد المعني الحرفي للكلمة ما فوق الواقع وقد ظهرت هذه الحركة مواكبة للتفكير الدادئي تقريبا في عام "1920" حيث تأثر الفنانين بنظريات الفيلسوف "هيجل" الميتافيزيقية كما اعتبروا "سيجموند فرويد" العالم النفسي هو المؤسس الحقيقي لاتجاهات أساليبهم وهي حركة تهدف الي التعبير الباطني والارتواء من الينابيع الخفية في اللاشعور بعيدا عن كل رقابة يفرضها العقل فنحن نجد إنسان بجسم طائر أو بيض طيور على هيئة ساعة كما في أعمال "سلفادور دالي" وهو يعد أشهر روادها بجانب الفنانين" مارك شاغال" و "جيورجيو دو كريكو".
ونحن هنا إذ وضعنا ملخص موجز عن التعريف بهذه الحركات ومصطلحاتها باللغة الإنجليزية لتسهل على الدارس أو المهتم البحث عنها ومعرفة المزيد من ملامحها فكل اتجاه أو حركة فنية لم تظهر من فراغ فقد واكبت تغيرات اجتماعية أو نظريات أدبية أو مواقف إنسانية أو اقتصادية فلا نستطيع أن نقول إن هناك أسلوب أو اتجاه إلا وساد هذا الأسلوب ملامح تعبيرية تحدد شكل العمل ومضمونه وحتى في الأساليب الفنية المعاصرة التي تقود التشكيل حاليا لابد وأن تحمل مضمون فكري يواكب التغيرات الاجتماعية بكامل ملامحها.

بواسطة : هدى العمر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:49 صباحاً الثلاثاء 29 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021