أعادت الجولة الخارجية لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية التراشق الإعلامي العنيف بين فتح و حماس إلى الساحة الفلسطينية مرة أخرى , حيث ترى القيادة الفتحاوية أن هذه الزيارة هي بمثابة محاولة الالتفاف على الشرعية التي تحظى بها منظمة التحرير الوطني دوليا , في حين ترى حماس أن كل الفصائل الفلسطينية مطالبة بالتحرك خارجيا لتحصيل مزيد من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية .
واعتبرت حركة فتح أنّ محاولات حماس الحثيثة لنزع الشرعية عن فتح و اختطاف أحقية التمثيل الدولي عنها , يعرض القضية الفلسطينية لخطر وجودي محدق نظرا للسمعة السيئة لحماس على الصعيد الدولي و الإقليمي .
المتحدث الرسمي باسم فتح حسين حمايل عزا جولة حماس الخارجية الى حاجة الحركة الإسلامية لاستجداء الدعم المالي من حلفائها لا لتمثيل الشعب الفلسطيني , قائلا أن رهن القرار الفلسطيني لأجندات ومصالح حزبية خاصة سيلحق أضرارا فادحة بالمصالح الوطنية الفلسطينية.
وأضاف أن "حماس" تستخدم قطاع غزة للمساومة والمزايدة لا أكثر، وتطرح نفسها بديلا عن منظمة التحرير، لأنها لا تعترف بالمنظمة، وهذا أمر خطير والجميع سيخسر بذلك.
الرد الحمساوي على الحملة الشرسة لفتح كان كعادته خارج الموضوع , حيث اكتفت حماس بالطعن في شخص ابو مازن و مدى التزامه بقضايا الشعب الفلسطيني عبر أبواقها الإعلامية المختلفة في خطوة تهدف لتعويم القضية .
يبدو ان الفترة القادمة ستكون ساخنة للغاية داخل المشهد السياسي الفلسطيني فرغم دعوات التوحد و نبذ الفرقة و الشتات تبدوا أقطاب المقاومة الفلسطينية مصرة على العمل منفردة و دون تنسيق فيما بينها , ما يطرح اكثر من علامة استفهام عن مخرجات الانتخابات القادمة في حالة عدم حصول أي اتفاق و مصالحة بين الأطراف المتنازعة على كثرتها .