كتابة/ د فاطمة الزهراء الانصاري
الحبّ هو حالة عاطفية نفسية تهز الوجدان وتنبع في أعماق كل إنسان
فتمنحه السعادة والاستمتاع , وتلون الحياة بألوان الزهور من القمة إلى القاع.
فإذا ترسخ الحبّ وتآلف المحب مع محبوبه يكون الانسجام والرِّضى والوئام ، ويكون الاتحاد اللطيف بين الأرواح الذي يدوم بدوام المساء والصباح.
والحب يتجسد بين البشر كمألوف إنساني, ومع الله سبحانه كارتباط روحاني
أوفى ابن حزم في كتابه (طوق الحمامة) الحديـث عن الحب فقال: " المحبة ضروب فأفضلها محبة المتحابين في الله عـز وجـل , وإما الاجتهاد في العمل، وإما الاتفاق في أصل النحلة والمذهب، وإما لفضل يمنحه الانسان، ومحبة القرابة ومحبة الألفة والاشتراك في المطالب، ومحبة التصاحب والمعرفة، ومحبة البر يضعه المرء عند أخيه، ومحبة الطمع في جاه المحبوب، ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستـره، ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر. ومحبة العشق التي لا علة لها إلا باتصال النفوس"
ثم قال غفر الله له " وكل هذه الأجناس منقضية مع إنقضاء عللها، زائدة بزيادتها، وناقصة بنقصانها، متأكدة بدنوها، فاترة ببعدها ماعدا محبة العشق الصحيح الممكن من النفس فهي التي لا فناء لها إلا بالموت "
لقد حث الدين الإسلامي أبناءه على التحابب والمودة في كل وقت وحين ؛ كما حثت كافة الأديان أن يسود الحب ويزيد المتحابين, وقد ورد ذكر الحبّ والفعل منه في القرآن الكريم أربعاً وثمانين مرّة فصدق الله العظيم
وفي السنّة النبويّة كان للحب حظ ونصيب ,فالنبي صلى الله عليه وسلم يحث على الإخبار بمشاعر الحب مع الحبيب.
عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كـان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل، فقال يا رسول الله إني لأحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أأعلمته ؟ قال لا، قال أعلمه)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتّى تحـابّوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتمـوه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم)
ولعلّ أعظم أمثلة المحبة التي شهدتها الديار ما غرسه نبينا فينا من مبادئ الحب والإخاء بين المهاجرين والأنصار.
أما بالنسبة للحب بين الجنسين فإن رسولنا الكريم قد جاهر بحبه لزوجاته , وعتب على من قسى قلبه على أهله وأبناءه أو حتى ذاته.
والمشاعر بين الحبيبين ليست كأداء الواجبات المدرسية ولا عن طريق تبادل كلمات المودة الرسمية ، فالإشارات وتعبيرات الوجه والايماءات, ونبرات الأصوات والنظرات,كل هذا يعتبر من وسائل الإشباع العاطفي للإنسان والتي تملأ بالسعادة كل كيان .
وعيد الحب ذكرى خالدة لقصة قديمة كان البطل الوحيد فيها هو الحب
بداية القصة كانت بعد دخول الرومان في النصرانية والإمبراطور كلوديوس الثاني كان الحاكم في القرن الثالث الميلادي , هذا الحاكم منع جنوده من الزوجات, حتى لا يشغلهم الزواج عن الحرب والفتوحات، فتصدى القديس فالنتاين لهذا القرار وكان يجري عقود الزواج للجنود سراً بدون إشهار.
كان فالنتين يشعر تجاه الجنود بالتعاطف والألم لذلك أراد أن يعاونهم على رفع الظلم عنهم.
ولكن للأسف علم الإمبراطور بما قام فيه فوضعه في السجن وحكم بالإعدام عليه.
تم تنفيذ حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 للميلاد وشهد الاعدام الكثيرين من كافة أنحاء البلاد
والاحتفال في هذا اليوم لابد أن يكون مفهوم
انه احتفال بتمرد الحب على جميع الأنظمة والقوانين التي تجرمه
أو أي مكان وفي أي حين تحرمه.
خلاصة القول يا جماعة.. لأن الحب هو الذي يقوي النفوس ويسعد القلوب ويهذب المشاعر ويبني الشعوب أمرنا الله أن نحب
f_alzahraaa@
f_alzahraaa@hotmail.com
f_alzahraaa@
f_alzahraaa@hotmail.com
f_alzahraaa@hotmail.com