كتابة/ طلال ملائكة
قبل سنة تقريباً لفت نظري حراك معين في ساحة تويتر وبقية وسائل السوشيال ميديا ( العنصرية ) مما دفعني للخوض في غماره وتقصى جذوره وانتهيت إلى كتابة عدد من المقالات في ذلك انبه وألفت الأنظار إلى خطورة الوضع وتأثيره السلبي العام . وقد توجت تلك المتابعة المتخصصة بدراسة علمية بحثية أمنية قدمتها لجهة مختصة لعل وعسى تجد فيها الفائدة .
*اليوم أعاود الكتابة بعد انقطاع فترة لاسيما وأنا أشاهد اتساع الرقعة وانتشار الوباء وكيف أن الظروف تكالبت من كل حدب وصوب ونحن والعالم مقدمين على فترة اقتصادية صعبة سنعاني منها . ولكن هذه المرة سأركز على جانب مهم جداً وآمل الربط والاستنتاج :-
١)- إن رؤية السعودية 2030 وأجندتها المختلفة التي تسعى لجعل السعودية في مصاف الدول المتقدمة وما يحدث في ساحة تويتر من حسابات معروفة وحسابات متنكرة (تنشر العنصرية وتقوم بعمليات إقصائية )وتنتهج سياسات معينة بداعي الوطنية لا اتفق معه ومهما كانت مبررات الجهة الداعمة والمحركة فما هكذا تورد الإبل .
٢)- الإشكالية أن رؤية سمو ولي العهد تسعى في المقام الأول للانفتاح العالمي على شعوب العالم واستقطابهم للزيارة وللسياحة وللاستثمار...الخ . وما يحدث في الوسائل الاعلامية الحديثة من عنصرية وعمليات تجييش ضد مواطنيين من عرقيات معينة وضد الجاليات المقيمة وضد المقيمين وضد الترفيه وضد بعض الوزرارات والهيئات ... الخ .
٣)-كيف للشركات الكبرى ولأولئك الأفراد الأجانب أن يأتوا إلى الوطن وهم يشاهدون ويتابعون ما يدور في تلك الساحات ( تخوين وتنبيش ومنح صكوك المواطنة ) والمعلوم في علم الاقتصاد أن الأفراد والشركات الكبرى تدرس بيئة الدولة التي تسعى للاستثمار فيها بكل مكوناتها ( الاجتماعية - السياسية - الدينية - الأمنية - الاقتصادية ) فاذا وجدت خلل في أحد مكونات الحياة في تلك الدول فإنها لاتخاطر بضخ أموالها في تلك الدولة ( رأس المال جبان ) .
٤)- المؤسف أن هناك إعلاميين ومثقفين وأكاديميين وإداريين أنظموا وتم استقطابهم بفعل فاعل أو بالانجراف مع الموجة لذلك الحراك وأجنداته. وهناك كثير من العامة تأثروا من حملات ذلك الحراك ( لاحظت ذلك من ردود فعل البعض حيال مانشر حول الجالية البرماوية وانجرافهم مع سياسة القطيع متناسين دور الدولة في تصحيح أوضاعهم ).
٥)-الخطورة في الأمر أنه خلال السنتين الماضيتين كثير من القنوات العالمية المحسوبة لدول حليفة وفي نفس معسكرنا السياسي والعسكري والاقتصادي تناول إعلامها موضوع التمييز العنصري لدينا وانتقدت ذلك. أما القنوات المعادية فحدث ولا حرج وهذه كأنها وجدت المبررات فيما يدور في الساحة التويترية لدينا.
٦)- من الملاحظات المهمة فيما يخص المعرفات التي تتحرك بالالاف وتنشر تلك الأيديولوجيات وتتستر بأسماء مستعارة البعض يطلق عليهم ( الذباب الإلكتروني وانا أخالفها الرأي فالذباب الإلكتروني له مهام محددة ولكن هذه حسابات تدار بيد بشرية وليست ببرمجيات) وهذه المعرفات المزيفة تعتقد ان لا أحد يمكن أن يكتشفها وهي واهمة فمن السهل تتبعها واكتشاف من يقف خلفها .
٧)- تويتر ليخلي جزء من مسوؤليته قام خلال الفترة الماضية بإقفال الالاف من تلك الحسابات بما فيها حساب محاكيكم ولكن هناك أسباب مختلفة وفروق في الأسباب .
٨)-إن اللسانيات الجنائية الخاصة بلغة المعرفات المزيفة تدل على أن من يقف خلف الكي بورد حقها معظمهم شباب يفتقدون الثقافة والإدراك والبصيرة وهم من حيث لا يعلمون يهدمون سمعة الوطن واستقراره .
٩)- المؤكد أن الرؤية لن تتحقق إلا اذا أمن الكل بأننا عندما ننظر إلى العالم يجب أن ننظر الى الناس على اختلافاتهم ( أتمنى تعليم ذلك لأبنائنا ) فالرؤية العالمية تتطلب التعايش مع كل الثقافات ( منتو - دغابيس - جريش - ستيك ) .
*لازالت مطالبتي مستمرة بايقاف العبث واستكمال الإجراءات الجنائية في ذلك و الإسراع في إصدار #نظام_تجريم_التمييز_العنصري من قبل مجلس الشورى والذي طال انتظاره .