• ×
الثلاثاء 29 شعبان 1444 | 1444-06-23
هويدا حسين احمد

الوضع الصامت ( وسائل الإنفصال الإجتماعي )

هويدا حسين احمد

 0  0  14854
هويدا حسين احمد

بقلم الكاتبة هويدا حسين احمد



أنت مع او ضد بعض أساليب الحياة مثل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات سبب في خرآب البيوت والترويج للخيانة والتعاطي والفسق تحت مسمى العهر الدرامي

نحن في عصر ربما أصبحت العلاقات الأسرية في معظم البيوت العربية عبارة عن. ( مأكل ومشرب وملبس وتوفير حاجيات المنزل إذ إن المنزل لايقوم أساسه الإ بهذه المقومات والتي تطرقنا لها ) ...ناهيك عن أشياء اخرى أمر الله بها وهي المودة والرحمه...

*ما الذي جعل البيوت العربيه تعاني من الجفاف العاطفي وماهي المقومات الأساسية للجمود بين علاقة الأزواج؟ وبين علاقة الأبناء مع أهاليهم؟
فمع تطور العولمة وتطور وسائل التواصل والتي قربت البعيد أصبح الكل يغني على ليلاه فالزوج أول إهتماماته كيف يقضي يومه بعيداً ضجة الأولاد وإلحاح الزوجه، فهو كذلك يحتاج إلى مساحة يُرَفِه بها عن نفسه بصورة أو بأخرى.. مما جعله معظم وقته يغلق بابه عليه لا بل يصل الأمر أحياناً بأن يكون آلة وقت مركونة فقط لتصدر الأصوات مماتسبب (بنوع من انواع العلاقات التي لم نعهدها سابقاً و هو الطلاق الصامت) وأما الزوجه فأصبحت العولمة أساس من أساسيات المنزل من موضة وجمال وطبخ ورقص وغيره وأهمها، ( زوجي سيدي ريدي)
حتى هذا الجيل لم يسلم من لعنة العولمة التي أصبحت سلاح فتّاك إن لم يحسن إستعماله
برامج التيك توك، واللايفات، والصور والمقاطع التي بدأت بإنتشال المجتمع من قيمه وأخلاقه إلى أمور أخرى لم. نسمع عنها من قبل

فالوضع الصامت أن تكون تحت سقف واحد ولكن جسدياً بعيداً عن احساسك التام بمن حولك وبمسؤولياتك وما يدور أمام ناظرك .
حتى أصبحت الفجوة العاطفية التي تتسع بؤرتها بين أطراف الأسرة الواحدة تصل أحياناً إلي فراغ عاطفي يؤدي إلى شتى انواع الجمود العاطفي والتفاهم والمودة ونحن في زمن تعددت فيه اساليب الإنفصال الأسري الإ ( من رحم ربي) .

وسائل الإنفصال الإجتماعي أثرت سالباً على الحياة القويمة التي كانت مثال للتباهي في عصرنا الماضي... من تشتت الأراء وكما أنها أثرت وستؤثر سلباً على تربية مجتمع متكامل.. أصبح متشتت بعد الترابط الأسري الذي إنعدم
يكاد البعض يجزم بأن المنزل أصبح مختلف تماماً عما كان فيه سابقاً ليس التربية فيه مقصورة على الوالدين والجد بل هناك وسائل تُقَوِمه كما شاءت ففي القديم كانت العائلة تخاف على الأبناء من الخادمة الغير مسلمة وذلك لانها كانت تؤدي شعائر دينها أمام الاطفال مما يجعلهم عرضةً لتقليدها دون فهم مايحدث من حولهم.. ولكننا اليوم اصبحنا نخاف على أولادنا من مفاهيم خاطئة عن الحياة نحن بذاتنا لم نتجنبها وماطراء على قنواتنا في الخمس سنوات الماضية من المسلسلات العربية من بلطجة وترويج للخيانة بإسم الرومانسية والمخدرات والتي تبث السم في العسل تتحدث بلهجتنا ولكن تنعدم فيها الأخلاق والقيم التي تربينا عليها وهي بمثابة اكبر خطر تقع فيها البيوت العربية لترويجها الانحدار الأخلاقي والفساد العاطفي وان الخيانة بمفهومها رومانسية وهذا فقط من جانب المجتمع المستشرق.. ناهيك عن الافلام الاباحية التي تجسد في افلامنا العربية و تحت مسمى (افلام السبكي ) والتي تخرج جيل كامل من البلطجة والخنوع والخزي والعار ..وناهيك عن وسائل التواصل والتي أدت إلى لبس ثوب غير ثوبنا فالرجل في منزله يكون فرعون وكثير مايهين زوجته ولكنه الملآك على وسائل التواصل فهو الواعظ الحكيم على التويتر او الفيس بوك ويقول زوجتي مصدر سعادتي ولايكرمهن الا الكريم .. وذاك الرجل الذي لا يعرف شيئاً عن أمه وبكل قسوةً يهجرها أعوام ويرجع ويغرد بقول الرسول من احق الناس بحسن صحبتك...

يلزمنا وقفةً طويلة في مواضيع اساسها البعد عن حياة الأسرة الواحد لا وجبة غداء تجمع ولا فراش ولاحتى فيلم هادف اخر الاسبوع حياتنا اصبحت عبارة عن جوال ونت وشاحن ودليفري وتطيب الحياة لمن بقى... واخيراً لا يبقى البيت بيتاً الأ بتماسك الكلمة ووجود المودة والرحمة بين الازواج لإنشاء جيل متعافي لا يحتاج إلى توجية مخطئ وكما قالتها الشاعرة داليا الياس (
بيووووت ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺣﻨﺎﻥ ﻭﺃﻣﺎﻥ ...... ﻣﻮﺩﺓ ﻭﺭﻳﺪ ﻣﺤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺲ ﻃﻴﻦ ..... ﻭﺯﻧﻜﻲ ﻭﺣﻴﻂ ﻭﻻ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻜﺮ ﻭﺻﻠﺼﺔ ﻭﺯﻳﺖ ﻛﻼﻡﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﻼﻡ ﺗﺎﻧﻲ .... ﻛﻼﻡ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﻣﻘﺪﺱ ﻭﺷﺮﻉ ﺭﺑﺎﻧﻲ..

بواسطة : هويدا حسين احمد
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 02:01 صباحاً الثلاثاء 29 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021