كتابة/ رشا علي الشهري
في ظل التنافس المحموم بين دول العالم لجذب الاستثمارات العالمية يبحث المستثمرين عن قوانين تجارية لا تقيد عملهم وموقع جغرافي أمن وحيوي وهذا ما ستوفره مدينة نيوم حيث تربط بين ثلاث قارات اسيا و أفريقيا وأوروبا ويمكن لسكان القارات الثلاث الوصل للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى عن طريق الرحلات الجوية والبرية والبحرية وهذا ينبأ بأنها ستصبح أحد أهم العواصم الاقتصادية العالمية.
وقد أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا المشروع في عام 2017 وذلك في أطار رؤية 2030 للحد من الاعتماد على الاقتصاد الريعي من عائدات النفط الى اقتصاد مزدهر ومتنوع ومستدام من خلال التركيز على دعم وتطوير القطاعات الاقتصادية والتقنية وإنشاء بنية تحتية متكاملة تشمل ميناء وشبكة مطارات ومناطق صناعية وعدة مشاريع أخرى من شأنها رفع مستوى الخدمات المقدمة في المشروع. و اسم نيوم مشتق من اللغة الإغريقية نيو (NEO)وحرف (M)مأخوذة من اول حرف في كلمة مستقبل وبذلك يكون معنى كلمة نيوم المستقبل الجديد وحسب التقديرات تبلغ تكلفة المشروع 500 مليار دولار. سيكون المشروع منطقة جذب الاستثمارات الأجنبية بملايين الدولارات. إن الأفكار الإبداعية والمتميزة سوف تجذب الكثير من المستثمرين مثل أضاءه المدينة بقمر صناعي عملاق واستخدام تقنية استمطار الغيوم وإضافة الرمال المتوهجة على شواطئ المدينة بالإضافة أدارة المدينة بشكل الي وبالتقنيات الذكية ومن المؤكد أن العالم يسير بخطى متسارعة نحو التطور التكنولوجي وأصبح السباق محموم لاختراعات تقنية تغير من شكل الحياة القادمة.
تعاني كثير من مدن المال والأعمال في العالم من التلوث البيئي كالإشعاع والحرارة والضجيج وغيرها من ملوثات على سبيل المثال مدينة بكين عاصمة الصين واحدة من أكبر المدن في العالم معروفة ببلد العلم والعمل تقوم بحرب على التلوث منذ عام 2014 في محاولة لوقف الأضرار الناجمة عنه. أبرز ما يميز الموقع الجغرافي لمدينة نيوم الإشعاع الشمسي وقوة الرياح وهذا من شأنه أن يساعد المدينة على الاعتماد الكلي على الطاقة الشمسية كمصدر أساسي للطاقة وبذلك تكون انبعاثات ثاني أكسيد الكربون صفر من جهة أخرى سيتم الاعتماد على وسائل النقل الكهربائية للتنقل في المدينة وبذلك تكون نيوم مدينة صديقة للبيئة وخالية من مصادر التلوث البيئي.
لا شك أن طموحات الأمير الشاب محمد بن سلمان هي قيادة البلاد سياسيا واقتصاديا الى مصاف الدول المتقدمة وهي تحظى بدعم قائد مسيرة البناء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتأييد الشعب السعودي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه فالطريق طويلة ومسيرة البناء مستمرة وكما قال سمو ولي العهد محمد بن سلمان خلال مشاركته في جلسة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (لدينا جبل دائما نضرب به المثل, اسمه جبل طويق, وللسعوديين همة مثل هذا الجبل, وهي لن تنكسر حتى يتساوى مع الأرض) ونحن نقول لك تقدم يا سمو الأمير ونحن خلفك بهمم عالية وطموح حدوده عنان السماء.