عطرها ورد
الرحالة. د. زكيه آل زيد القرشي
السرد"5"
يوماً ما سوف أتحدث عن دور الطائف وثقيف في تاريخ الدولة العربية في عصريّ: الخلفاء الراشدين، والأمويين.
اليوم يبحر قلمي في تاريخ المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه وقصة اجتماع الأهالي وتوحيد اسم المملكة
وعلى لسان استاذي القصير والطائف القديم داخل السور حضرت معشوقة الضباب رفيقة السحاب في قوله:
إذا ذكرت الطائف.. ذكرت عبق التاريخ والسنين الخوالي.. تحكِ أمجاد أمة وقادة أفذاذ عبر زمن مضى سجلت أحداثه بأحرف من نور في سجل الخالدين من ماضٍ تليد الى حاضرٍ مزدهر في 12 جمادى الأول لعام 1351هـ.
اجتمع لفيف من كبار المواطنين في الطائف واتفقوا على أن يرفعوا الى الملك عبد العزيز(قراراً) وضعوه فيما يلي نصه:
الحمد لله وحده. إنه لما كان في هذا اليوم الثاني عشر من شهر جمادى الأولى من العام الحادي والخمسين والثلاثمائة والألف من هجرة صاحب الرسالة العصماء صلَ الله عليه وسلم. اجتمع الموقعون أدناه للبحث وللمذاكرة في أمر الله عزوجل ومنعة وشرف وألفة، ووضعوا قرار يرفعونه الى حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود –نصره الله وأيّد ملكه-ذلك أن الله-سبحانه وتعالى-قد خص هذه البلاد بين شقيقاتها الأقطار العربية فكانت أشرف مكاناً وأوسع رقعة وأعز نفر وأظهر استقلالا وسؤددا، وأقدر على مواجهة الملمات والكوارث وأسبق الى الغايات والمصالح ووهب أهلها مزايا لم تكن لسواها، فجادوا عنصراً عربيا واحداً في تاريخه وعنانه، ففي البلاد بأجمعها ما يوحدها ويجعلها وحدة عنصرية كاملة، ويجعل أهلها أمة واحدة لا فرق بين من أتهم منهم ومن أنجد ومن أحجز ومن أيمن. بالرغبة في
تحويل اسم المملكة الحجازية النجدية وملحقاتها الى اسم المملكة العربية السعودية، ووضع نظام خاص بالحكم وتوارث العرش.
(أسماء أهالي الطائف):
محمد صالح بن حريب، عبدالحفيظ قاضي، عمر محمد عرب، إبراهيم عبد الرحيم كمال، عبد الوهاب محمد حلواني، إبراهيم يسلم بصفر، أحمد عبد الرحمن قزاز.
(كان الاجتماع في قصر الجفالي) حي السلامة، على شارع الأمانة، وبعد ذلك صدر نظام توحيد المملكة وتسميتها المملكة العربية السعودية يوم الخميس 21 جمادى الأولى.. وقد نصت المادة الثامنة من نظام التوحيد على ما يلي:
(إننا نختار يوم الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ. الموافق لليوم الأول من الميزان يوماً لإعلان توحيد هذه المملكة العربية السعودية ونسأل الله التوفيق).
صدر في قصرنا بالرياض في اليوم السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1351هـ. وفي صباح يوم الخميس المبارك المصادف 21\05\1351هـ. وأول يوم من برج الميزا لبست البلاد من أقصاها الى أقصاها حلة قشيبة من علائم الزينة والابتهاج استبشاراً بطالع هذا اليوم السعيد الذي حقق الله-تعالى- فيه الآمال السياسية السامية بمزول جلالة الملك المعظم على رغبة المخلصين في توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية وضمها تحت لقب واحد يدل على التضامن والوحدة التي هي غاية كل عربي صميم.
وارتدت مدينتي ثوب السرور ابتهاجاً وشاعت الأفراح بتحقيق المراد وغاية العباد المخلصين.
وكما جاء في الطائف القديم فقد ورد النبأ البرقي بتفضل جلالة الملك بقبوله لرأي المخلصين من رعاياه بتحويل اسم المملكة ولم يكد ينشر الخبر في كافة المحافل والأندية والمجتمعات حتى عمت الفرحة وظهرت المسرة.
وفي تمام الساعة الثالثة بالتوقيت الغروبي قديما صباحا حتى غص مجلس الحكومة بوجهاء البلاد وأعيانها والمصطافين من وجهاء مكة ورؤساء الدوائر وفي مقمتهم أعضاء مجلس الشورى وكانت العساكر النظامية والهجانة قد احتشدوا في ساحة القصر الأميري لأداء مراسم التحية العسكرية وبعد أن انتظم عقدهم في مجلس الأمير افتتحت الحفلة المباركة بآيات من الذكر الحكيم تلاها فضيلة الشيخ/حسن مظروب.
وبذكر الله يصمت قلمي الآن (الا بذكر الله تطمئن القلوب)
والتقيكم في السرد القادم لنحتفل سوياً ونشارك المحتفلين بتوحيد مملكتنا الشامخة وزمن مضى
وقبل أن أودعكم في خاطري سؤال:
هل تعلمون من هم أبناء جلالة المؤسس طيب الله ثراه الذين ولدا في مدينتي الطائف قلب الود والورد؟
انتظروني في السرد القادم