كتابة/ نانا السقا
توقفت سفني على شواطئ منسية. المد والجزر جرف رمالها، فأصبحت جرداء من كل معالم الحياة، وأتيت أنت بكل مواردك من الحب، فتدفق التيار واختلجت فيها روح البعث الجديد فأحييتني.
أنت القادم من رحم الغيب لتعيد إنسانيتي وتجعلني أجمع ما تبعثر من أيامي في مخزون الماضي لأعيش حاضراً تحت ظلال عينيك، التي بعثت الحب و الدفء في صقيع أيامي.
لقد كانت روحي تتوق إلى من يجملني بعطائه وحبه، وكنت أنت من أبحث عنه لأتجاوز لحظات الألم التي كنت أعيشها.
كل من حولي تخدعهم إبتسامتي التي أخفي بها دموعي، ووجهي الذي يحمل بريقاً وجمالاً، ولكنه في الواقع قناعاً لما أعانيه من وحدتي وحاجتي إلى من يعيد لي إنسانيتي وذاتي التي فقدتها في تفاصيل الأيام الرتيبة، والعمر الذي تتوالى سنواته وأنا أنتظرك.
أنت أيها القادم مع تباشير الفجر لتفتح نافذة من الضياء يدخل معها عبير يعطر أيامي بوجودك، لتجعل لحياتي معنى وتعيدني امرأة أنثى أعدت صياغتها بحنانك المنبعث من عينين تجيد بنظراتها تضميد الجراح وتجعل الألم يرحل بعيدا مع قافلة النسيان.
أريد أن أحتويك بكل مشاعري وحواسي لتعبر بي إلى مدارات الحب الرابض بين ضلوع أججتها جنوح الرغبة والهيام. فأنا روح شاردة تبحث عن من يعيدها إلى جسدها. فراشة تحلق في سماء مجهولة تبحث عن من يرشدها إلى زنابق الزهر لتمتص منه رحيق الحياة. وكنت أنت ذلك الذي أعادني إلى حيث أنتمي وتنتمي روحي، إلى جمال العشق وفضيلة الحب في أبهى صوره، فأغتسلت تحت ضوء الشمس من منابعك التي تفيض عطاءاً، وحلقت كغمامة في سمائي التي أزدهرت بالنجوم .
جعلت ميثاقنا ممهوراً بالعطاء. فتعلقت بك وأصبحنا نعيش زمننا بمفرداته وحساباته الخاصة.
أعدتني إلى حيث أوقفني الكثيرون وأختزلوا حياتي. فأشرقت شمسي من جديد وأحسست بشريان الحياة يجري في عروقي.