• ×
الأربعاء 7 رمضان 1444 | 1444-06-23
حنان الطائفي

القانون التراجعي

حنان الطائفي

 0  0  41431
حنان الطائفي
كتابة : حنان الطائفي




الرغبة في التجارب الإيجابية تجربة سلبية ؛وقبول التجارب السلبيه تجربة ايجابيه



كلما سعى الانسان إلى أن يكون إحساسه طيلة الوقت أفضل كلما تناقص رضاه ، كلما اشتدت رغبتة في شيء ما كلما أصبح يخاف نقيضه ، يضيع وقته في ملاحقته لشيء ما لا يعزز إلا أنه يفتقر إلى ذلك الشيء ، بينما توجد أمور تستطيع أن يكون بها من نسختك الأصلية وليس من نسخة مزيفة من نجاح و طموح شخصاً اخر .
و مايثير أهتمامي في القانون التراجعي هو أنه يدعى ب ( التراجعي ) لسبب وجيه : إن لعدم الاهتمام مفعولاً عكسياً إذا كان ملاحقة ماهو إيجابي أمرا سلبيا ، فإن ملاحقة السلبي تولد ماهو إيجابي . الآلم و المشقة اللذين يعرض المرء نفسه لهما في صالة التمرينات الرياضيه و محاولة في انقاص وزنه والحرمان من ملذات الحياة يؤديان إلى صحة أفضل و إلي طاقة أكبر ، و كذلك حالات الفشل في الاعمال والدراسة هي ماتقود إلى فهم أفضل لما هو ضروري من أجل تحقيق النجاح . إن ألم المواجهه الصادقة هو مايولد أكبر قدر من الثقة ، ويولد احترامك لدى معارفك ، كما أن معاناتك عندما تجتاز مخاوفك وكل مايقلقك هي مايسمح لك ببناء شجاعتك و مثابرتك وقوة شخصيتك .
يضيع الأنسان في طموح غيره يريد أن يصبح نسخه من الأشخاص الذين حوله دون أن يدرك انهُ لايوجد نسخة منه أفضل منه ، و يعود هذا سبباً لانه يفتقر تماماً إلي مايريده ، يتخبط في الحياه دون أي طموح شخصي له ، لايعرف ماذا يريد سوا أن يكون نسختاً لأولاك الناجحين لكي يرضي من حوله دون أن يشعر بارضاء ذاته ونفسه وطموحه ، هاؤلاء هم من يستيقضون كل صباح لينظروا الإ المرأه ويقولون لأنفسهم نحن سعداء وناجحين دون أن يسعوا الا ذلك و بمجرد قولهم لذلك دون أن يخوضوا في محاولات النجاح يكون أكبر دليلاً لأنفسهم انهم ليسوا كذلك ، تذكر أن ما من أحد سعيد حقاً يجد نفسه في حاجة إلى الوقوف أمام النرآه و إخبار نفسه انه سعيد . هذه الفئة هي من تخاف أن تفشل في محاولة النجاح الحقيقي الذي يسبقه الكثير من الفشل والإصرار وفي ببعض الحالات لا يكون شرط الفشل قبل النجاح ولكن ، يكون الخوف من الفشل هو فشل بحد ذاته . بمجرد خوفنا من الفشل هو مايؤدي بنا إلي مقبره الفشل و إرضاء نفسنا وأقناعها أن الطاقة الإيجابيه التي نتحدث عنها كل صباح أمام المرآه هي التي سوف تجعل مننا أشخاص ناجحين دون أي محاولات وهذا ما يؤدي بنا في أن نكون نسخة من غيرنا غير نسختنا الأصلية .
كل ماله قيمة في الحياة يجري كسبه من خلال التغلب على التجارب السلبية التي ترافقه ، وأي محاوله هروب من السلبيه أو تجنبها أو اسكاتها لن يكون لها إلا اثر عكسي . تجنب المعاناه ليس إلا شكلا من اشكال المعاناه نفسها . تجنب الصراع صراع في حد ذاته ، و إنكار الفشل فشل بدوره ، و إخفاء مانخجل منه هو خجل نظهره .


بواسطة : حنان الطائفي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 04:03 صباحاً الأربعاء 7 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021