كتابة : غيداء الهاجري
غالباً ما نسعى لنشر صورة رائعة عنا واحياناً نكون مصطنعين بحثاً عن الكمال لتجنب التنمر والتعليقات المؤذية. فقد يؤدي هذا الى فقد الهوية الشخصية بالتصنع والتخفي عن الواقع الحقيقي. قد تختلف صور التنمر كما تختلف الاستجابة له عند الافراد حيث ان العالم الافتراضي عالم واسع بشتى مجالاته لكنه لا يظهر تماماً ما هو خلف الشاشات من واقع وحقائق.
أسباب التنمر الالكتروني الشائعة
هناك دواعي كثيرة تجعل من الأشخاص استخدام أسلوب التنمر، إما مشاكل نفسيه من الصغر وتراكمات عبر الزمن او ان تكون نقص في الثقة بالنفس او الحقد والحسد، مثل حب استنقاص الاخرين لإشباع شعور انهم الأفضل دائماً بالسعي لإحباط الاخرين في انجازاتهم ونجاحاتهم.
ومن اهم أسباب التنمر الالكتروني التي تكتسح جميع مواقع التواصل الاجتماعي هي القضية العنصرية اتجاه الأجناس والألوان والقبائل.
صور التنمر الالكتروني
أحيانا يصدر التنمر بدون إدراك او وعي بأنه تنمر، وممكن ان نقول ان التنمر الالكتروني الافتراضي أصبح خطيراً كالتنمر الواقعي او اشد أحياناً، لذا يجب اخذه بعين الاعتبار وعدم الاستهانة به.
قد يحصل التنمر الالكتروني بصورة مجهولة المصدر عن طريق برامج طريقتها المصارحة والاسئلة دون اظهار اسم الكاتب مثل برنامج (صراحة) و(كيريوس كات) و (الأسك)، حيث ان المتنمر لديه حرية كافية في كتابة الرسالة والمتنمر عليه يتلقى رسائل مجهولة المصدر.
وقد يحصل أيضاً عن طريق اختراق الخصوصية في نشر صورة المحادثة الشخصية او تسجيل صوتي او مقطع فيديو تحت السخرية او بدون علم المتنمر عليه فيتلقى تعليقات او إيذاءات هو في غنى عنها.
ويحصل أيضاً بكتابة رسائل وتعليقات جارحة او تحتوي على استهزاء من ناحية المظاهر واختلاف الأعراق تحت الصور الشخصية او من ناحية الآراء والإنجازات على مقالات وتغريدات...الخ.
تأثير التنمر الإلكتروني على الأفراد
من تأثير التنمر الإلكتروني على المعرّضين له:
- فقد الاحترام للذات.
- الشعور بالنقص تجاه القدرات والممتلكات.
- عدم رؤية الإنجازات بأنها كاملة كفاية للنشر.
- التخفي خلف صور وهمية واخفاء الهوية الحقيقية.
- الخوف من ابداء الرأي بحرية.
- فقد الثقة بالنفس.
وحيث ان المقصود هنا من التنمر هو التنمر الالكتروني في عالم افتراضي فلا يمكن رؤية صورة واضحة عن ماذا يحدث خلف الحسابات المتنمر عليها. هل المتنمر عليه بصحة نفسية جيدة؟ ممكن ان يؤدي التنمر في مرحلة متقدمة الى الاكتئاب وعدم ممارسة الحياة بشكلها الطبيعي او التفكير بالانتحار.
ما الذي يجعل المتنمرين يستمرون في التنمر الإلكتروني؟
من أهم أسباب تمادي واستمرارية الأشخاص في التنمر الالكتروني عندما يحتوي التنمر على قذف أو تشهير هو أن المتنمر يأمن العقوبة او الملاحقة القانونية، مثل:
-أن يكون المتنمر متخفي خلف اسم وهمي.
-أن يكون المتنمر في بلد أخر.
وكما ذكرت سابقاً ان من الممكن ان يكون المتنمر يمارس سلوك التنمر دون وعيٍ به. وهذا قد يجعل من الأشخاص الاستمرار بالتنمر بزعمهم انه من النقد البناء، او ان ينتج التنمر من اشخاص لا يجيدون طرح رأيهم بأسلوب مهذب، وبحيث ان المجال مفتوح ما داموا خلف الشاشات فهذا يساعد على اخذ مساحة من الحرية في التعبير أكبر.
اما المرضى النفسيين والعنصريين ومن يعانون بالنقص فيأتي هنا دور العلاج النفسي والوعي بخطورة التنمر على الافراد.
من التطبيقات على الحد من التنمر الإلكتروني
هناك برامج ضخمة وضعت التنمر الإلكتروني بعين الاعتبار مثل برنامج (الإنستجرام) حيث قاموا بوضع عدة خيارات حول من يستطيع كتابة تعليق تحت المنشور، بالسماح لعامة الناس او المتابعين فقط او عدم السماح بالتعليقات للكل او لأشخاص معينين، وإمكانية تقديم بلاغ تنمر على تعليق او منشور، واستخدام خاصية الحظر للمتنمر لمنع تكرار التنمر. وفي برنامج (تويتر) حيث يوجد إمكانية تقديم بلاغ على محتوى او تغريدة تحتوي على تنمر أو مضايقة واستخدام خاصية الحظر للمتنمر لمنع تكرار التنمر.