• ×
الأربعاء 30 شعبان 1444 | 1444-06-23
زكية القرشي

رحالة في بلادي

زكية القرشي

 0  0  11102
زكية القرشي
عطرها ورد
الرحالة.د. زكيه آل زيد القرشي
السرد"12"



تحدثت في سردي السابق عن رواية أبي قيس عين أبي رغال والذي روي عن إرشاده لجيش أبرهة الحبشي الى مكة في عام الفيل حسب ما ورد في كتاب "قبيلة ثقيف- حياتها وفنونها وألعابها الشعبية" للباحث الأستاذ حماد السالمي.
هنا يقف بنا الباحث للنظر في تلك الرواية قائلاً:
لنقول بأن أبرهة غزا مكة عام الفيل أي عام 571م وهو العام الذي ولد فيه سيد البشرية محمد بن عبدالله (عليه الصلاة والسلام)، وفي هذا التاريخ كانت ثقيف أقوى القبائل العربية وأعتاها وأمنعها وأغناها، وكانت المنافس التقليدي الأوحد لقريش فكيف يكون أبو رغال أباً لجد هذه القبيلة العظيمة، إلا أن يكون الحقد والحسد قد لازما كثيراً من المؤرخين زمن الدولة العباسية، فما أنصفوا ثقيفاً ولا رجالها بل تحاملوا عليهم، ولم يسلم منهم لا الحجاج بن يوسف ولا غيره من القادة.
ويؤكد الباحث أن أبارغال كان عبداً لثقيف وقد أبق وقاد أبرهة الى مكة، وزامن هذا الحدث قمة التنافس بين ثقيف وقريش على الزعامة والرئاسة وأحداث سوق عكاظ غير بعيدة ولهذا غضًت ثقيف الطرف عن غزو أبرهة بواسطة زيد بن مخلف ( أبورغال) وهي تتطلع الى هزيمة منافستها وكسر شوكتها.
ويذكر السالمي فيما ذكر أن البيت الحرام لم يكن في بال القبائل آنذاك.
وهنا تعجبت كيف لا يكون مطمع لجميع القبائل! إنه البيت الحرام مطمع العالم في جميع الحضارات والحقب ولكن عندما استرسلت في القراءة غابت دهشتي بين السطور فقد ذكر أن للقبائل أصنام مُتَعَبًد خاصة بها.
ولنعود لثقيف حيث ورد في الكتاب عن ياقوت قولاً بأن الثقفيون أغبط العرب عيشاً نتيجة خصوبة أرضهم ورخاء عيشهم مما جعلهم مطمعاً للقبائل ومهوى أفئدة الغزاة.
ثم يقول " فلما اشتدت شوكة ثقيف وكثرت عمارة وج رمتهم العرب بالحسد وطمع فيهم من حولهم وغزوهم"
هنا أتوقف قليلاً بقرب تكرار صفة الحسد وفي خاطري سؤال.
لماذا يصف البعض أهل مدينتي بالحاسدين حتى أن البعض يقول الطائف ديرة حسد؟
سوف أبحث عن أسباب هذه المقولة الشائعة وعندما أصل الى منبع ذكرها أروي معكم ظمأ التعجب.
نعود للكاتب وما ذكره عن بعض الروايات التي تقول بأن ثقيف هو ابن منبه بن بكر بن هوازن، والخلط في هذه الرواية واضح، ذلك أن هوازن قبيلة كانت مزامنة لثقيف ومحادة لها والقبيلتان اشتركتا ضد الرسول في غزوة حنين، وهوازن هي أصل قبيلة عتيبة، وخامسهم غني، وهم أبناء لقيس عيلان بن مضر بن نزار بن مضر بن عدنان، بينما قيس عيلان أخ لخندق الذي أنجب قريش وكنانة وهذيل والرباب وتميم.
هنا يعود بي الباحث الى معلومة قرأتها في كتاب لأحدهم ذكر أن قريشاً من ثقيف!!!! كيف ذلك؟
لقد آثار حبي لقبيلتي ولعلني أتحدث عنها بإسهاب في سرد خاص بها لاحقاً.
ولنعود الى كتاب قبيلة ثقيف وسطورنا القليلة المتبقية لنذكر فيها.
أن ثقيف قبيلة عدنانية ترجع إلى إسماعيل عليه السلام.
يذكر النسابون أنه ولد لعدنان (معد) و(عك) وولد لمعد (نزار) وولد لنزار ولد منهم (مضر) و(ربيعة) ومن مضر وربيعة تفرعت القبائل العدنانية، يقول أبو عبدالله الزبيري ( وكان يقال ربيعة ومضر الصريحان من ولد إسماعيل) وهكذا انقسمت (مضر) الى قسمين كبيرين هما (خندق) الجد الأكبر لقريش، و(قيس عيلان) الجد الأكبر لثقيف.
هل تعلمون عن قصة ثقيف بن قيس عيلان الذي جمع بين أختين من العرب فكان الأسبق في ذلك.
انتظروني في السرد القادم سوف أعود إليكم برفقة ثقيف بن قيس والأخوات.
ومازلت أطوف بين طيات تاريخ مدينتي الطائف قلب الود والود.


بواسطة : زكية القرشي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:35 صباحاً الأربعاء 30 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021