عطرها ورد
الرحالة. زكيه آل زيد القرشي
السرد"13"
السرد"13"
رحل العام كسابقه وحضر العام الجديد ويوماً ما يأتي من يسرد تاريخنا ويدون تأرخة عامنا المنصرم بعام كورونا هذا الوباء الذي عشنا مرارته بألم وفراق وخوف وقلق تبأ أيتها أو أيها الكورونا.. هذا الفايروس اللعين مذكر أو مؤنث سحقاً له، لماذا حشر أنفه أو أنفها في سردي اليوم وقد كنت أصنع اللحظات بعد جهد يوم مضني من البحث واللقاءات والتسجيل وبين ذا وذاك أنتظر عودتي للجلوس أمام جهازي وبين يدي ذكر واحد وأنثى وأخت أنثى توقفت على أطراف قصتهم الأسبوع الفائت فلنعد الى ابن قيس ونقرأ ما فعل.
ذكر أستاذي حماد السالمي في كتابه قبيلة ثقيف أن ثقيف بن قيس عيلان أول من جمع بين أختين من العرب، وأمه أميمة ابنة سعد من هذيل. وولد ثقيف عوفاً وجشم ودارسا وهم بالازد وسلامه وأمهم زينب بنت عامر بن الظرب العدواني وله من البنات ناضرة والمسك وهي أم النمر بن قاسط وأمهما أميمة بن عامر بن الظرب.
مأ أجمل أن نحسن اختيار أسماء أولادنا ناضرة والمسك قفوا وتأملوا المعنى
يستحقون بنات ثقيف أن نسرد هذه القصيدة الجميلة كأسماء الصبايا عن قبيلة ثقيف والتي خاطب بها الشاعر عبد الله بالخير بطل ثقيف وفخرها أو كما وصفه السالمي:
البطل الفاتح ابن السابعة عشر (محمد بن القاسم الثقفي) فاتح السند والهند.
أهلاً بدار ثقيف هل سمعت أذنـاك من اسـم ومن نسـب
أشجى وأروع من نداك به في سمع كـل موحــد عربـي
فكأن في أصدائه عبق الـــ فتح المبين على مـدى الحقب
ومحمد بن القــاسم الثقفــي وبني ثقيــف القــادة النـجــب
يدوي به الكبير منـذ طووا الاهواز نحو السند في صخب
تناول البعض من المهتمين بتاريخ الطائف ومن مر بها من الرحالة أسباب عدة عن تسمية " الطائف" وبما أنني ما زلت بين صفحات كتاب قبيلة ثقيف والذي كتب به حمادنا رأيه قائلا:
ليس هناك رواية صحيحة في سبب التسمية الا أن الأقرب إلى الصحة كون ثقيف خشيت اعتداءات القبائل عليها، فبنت حائطاً قوياً يحميها الغزو فحصنوا مدينتهم ولهذا تفردوا بهذه المدينة وخيراتها، فأخذ العرب يضربون بهم الأمثال، حتى قال أبو طالب بن عبد المطلب:
منعنا أرضنا من كل حي كما امتنعت بطائفها ثقيف
أتاهم معشر كي يسلبوهم فحالت دون ذلكم السيوف
ثم يقول أمية بن أبي الصلت:
نحن بنينا طائفاً حصيناً يقارع الابطال عن بنينا
ويتحدث عن الحائط أو كما يطلق عليه البعض السور، بأن أسلوب الحائط فن لم تعرفه جزيرة العرب من قبل لهذا كان مفخرة لثقيف وقريش وسواهم. وكان العرب يغبطونهم عليه كما غبطوهم على مدينتهم الجميلة.
(وهنا لي وقفة وكما اعتدت وصفها، في خاطري سؤال: هل سور أو حائط الطائف هو الأول في أرض الجزيرة العربية؟) أعود لكم يوماً بالإجابة.
كبر الطائف واعتلى على وج وكبرت معه ثقيف وتصدرت الأحداث التاريخية مع الزمن، وتحكمت بزمام الأمور سياسياً ودينياً وأدبياً وتجارياً في العصر الجاهلي.
تفاخر بها مرداس بن عمرو الثقفي بسكنى قومه الطائف فقال:
فــإن الله لـم يؤثــــر علينــــا غداة يجزيء على الأرض اقتساما
عرفنا سهمنا في الكف يهوى كـــذا نــوح وقسـمنـــا السـهامــــا
فلمــا أن أبــان لنا اصطفينــا سنــــام الأرض أن لهـــا سنامــــا
فأنشأنــا خضارم متجــــرات يكــــون نتاجهــــا عنبــــا تؤامـــا
اعتقدت أنني قد أسرد اليوم نبذة عن التجارة في الطائف ودور ثقيف التجاري والاقتصادي ولكن خشيت شعوركم بالملل للإطالة ولأنني ما زلت غرقى بين صفحات قبيلة ثقيف.
انتظروني أسبوعي المقبل وجولتي في تاريخ طائف الود والورد