• ×
الإثنين 28 شعبان 1444 | 1444-06-23
زكية القرشي

رحالة في بلادي

زكية القرشي

 0  0  11427
زكية القرشي
عطرها ورد

الرحالة. زكيه آل زيد القرشي

السرد"15"


أنا في الطائف أستوحي الشعور أنا في الطائف بعثا ونشور
أحببت الأحداق في نرجسها وأعادت في الأقاصي الثغور
ولقد حدثني رمانها أنه كان نهودا في الصدور
تلك الأبيات تمجيد شاعر النهضة فؤاد الخطيب للطائف سعادة بالإقامة فيها، إلى أن قال فيها
قل لمن ألهمنا تسبيحها هكذا الجنة والعبد الشكور
مازالت رحلتي في قلب الطائف بين بساتينها وقصص أهلها واليوم سوف أتحدث عن زملاء الدرب عشاق الترحال للبحث والاستكشاف.
زار الطائف عدة رحالة عرب وغرب وكل منهم أدلى بدلوه كما ورد في مرجع سردي اليوم كتاب (تاريخ الطائف قديماً وحديثاً) للأستاذ القدير مناحي ضاوي حمود القثامي.
في عام 1814م زار الرحالة السويسري بركهارت وقال عنها أنه لم ير مثلها في بلاد العرب بعد مغادرته لبنان.
أما الألوسي فقد ذكر في (بلوغ الأرب) أنه كان في الجاهلية عدد من سكان الطائف ومكة يحسنون الكتابة نتيجة الاختلاط بالروم والفرس والأحباش بسبب التجارة.
ويقول الأصطخري في (المسالك والممالك) الطائف مدينة أكثر ثمارها الزبيب وهي طيبة الهواء، وأكثر فواكه مكة منها على ظهر جبل غزوان، وبغزوان ديار بني سعد وسائر قبائل هذيل وليس بالحجاز فيما علمته ما هو أبرد من رأس هذا الجبل ولذلك اعتدل هواء الطائف.
وبلغني أنه ربما جمد الماء في ذروة هذا الجبل، وليس في الحجاز مكان يجمد فيه الماء سوى هذا الموضع فيما علمته.
أما في غزل منطقة المثناة بالطائف فقد نثر الشاعر والأديب محمد بن يحي بن قابل المتوفي سنة 1208هـ حروف شعره في تصوير بديع أخاذ:
سقى الربع والنزل الرحبا وحيا النوادي والمعاهد الشعبا
سقاها الحيا غيثا مجللا يعم الضواحي والمنابت والهضبا
وعندما قدم محمد لبيب البتنوني للحج برفقة الخديوي عباس باشا حلمي عام 1327هـ قال في كتابه( الرحلة الحجازية) من عادات أهل مكة الاصطياف في الطائف الذي يرتفع عن سطح البحر بمسافة 1550 مترا والهدى فوق جبال كرا ويرتفع عن سطح البحر بمسافة 1760 مترا وفيه جنات كثيرة تجري من تحتها الأنهار فيها ما يشتهون من أثمار وأزهار، وأشهر مصيف في الطائف يسمى شبرا وهو لأشراف ذوي عون أنشاه الشريف عبدالله باشا وسماه باسم شبرا مصر ثم حدائق المثناة وهي لذوي غالب وهي أحسن حدائق الطائف ومشهورة بخوخها وعنبها ومائها أعذب مياه تلك الجهة. وللطائف طريقان طريق القافلة ويبعد عن مكة بنحو 36 ساعة، وطريق البغال على جبل كرا وهو على نحو نصف هذه المسافة ومدينة الطائف مشهورة بطيب هوائها وليس أحسن منها الا جبل الهدى الذي يبعد عنها بنحو ثلاث ساعات الى مكة وأهله مشهورين بجمال خلقهم ونعومة بشرتهم وينسبون ذلك الى شربهم من نهر هناك يسمنه المعسل.
أما عن رحلة ناصر خسرو إلى لبنان وفلسطين ومصر والجزيرة العربية في القرن الخامس الهجري وبالتحديد عند زيارته الطائف في 12\12\442هـ عندما وصل الطائف قادما من مكة المكرمة بعد أن استأجر جملاً فقال:
" الطائف ناحية على رأس جبل وكان الجو بارداً حتى لزم جلوسنا في الشمس وقصبة الطائف هذه مدينة صغيرة بها حصن محكم وسوق وجامع صغيران وبها ماء جار وأشجار رمان وتين كثيرة وبجوارها قبر عبدالله بن العباس رضي الله عنه، وقد بنى خلفاء بغداد هناك مسجداً كبيراً يقع القبر في زاوية على يمين المحراب والمنبر، وبنى الناس هناك بيوتاً يسكنونها وذكر في طريقه من الطائف أنه وجد قلاعاً وقرى منها قلعة مطار وبينها وبين الطائف اثنا عشر فرسخاً والثريا 25 فرسخاً من الطائف سلك الطريق من الطائف إلى الاحساء بدليل من الأعراب ووصل الاحساء بعد تسعة أشهر بعد توقف أشهر في الأفلاج.
كذلك ورد في كتاب تاريخ الطائف قديماً وحديثاً عدة أقوال لعدد من الشخصيات منهم اللواء إبراهيم رفعت، والدكتور جميل حرب.
أخشى أن تشعرون بالملل للإطالة لذا توقف حرفي هنا ونلتقي في السرد القادم في الطائف قلب الود والورد.

بواسطة : زكية القرشي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 09:36 مساءً الإثنين 28 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021