• ×
الجمعة 9 رمضان 1444 | 1444-06-23
علي العتيبي

مذهب " كلام الناس

علي العتيبي

 0  0  8697
علي العتيبي
كتابة/ أ علي العتيبي



أصبحنا اليوم في مجتمعاتنا العربية نتخذ معظم قراراتنا الحياتية ربما بشكل غير مباشر وإن كانت في غاية السلبية لإرضاء الناس، بل وصل البعض لأعلى درجات التصنع والإسراف خوفاً لأن لايخرج عن العرف المجتمعي وأن لايكون على طبيعته ولو دفع الغالي والنفيس لأجل ذلك. فكلما كان الانسان على طبيعته ظهرت محاسنه وعيوبه الحقيقية على الواقع، وكلما تصنع ظهرت شخصية أخرى لاتعرف حقيقتها. وبسبب انتشار هذا الآفة الخطيرة لدى الكثير في مجتمعاتنا أصبحت حريتنا وطبيعتنا مقيدة لعدم الخروج عن المألوف بين المجتمع! وأصبح كثير من الناس لديه ازدواجية في الشخصية وتقلب في المزاج وتغيير في قراراته باستمرار. فأصبح البعض يبحث عن الانفراد والانعزال بوقته كثيرا لكي يمارس بعضاً من شخصيته المسلوبة في مراعاة الناس.

ولعل لنا في كلام الله سبحانه أسوةً حسنه، قوله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)، إن الإنسان بطبيعته من غير تصنع أو تمحور لشخصيته هو في أحسن وأكمل صوره من بين جميع المخلوقات، فمن غير المنطق أن نعيش نمط حياة أخرى ليست جزءاً من شخصيتنا ونترك طبيعتنا اللذي أبدع الله عز وجل في تركيبتها، ونبحث عن غاية وهمية ما أنزل الله بها من سلطان، وكما يقال (من راقب الناس مات هما).
إن علينا أن نقدم أولوياتنا ومافيه نفع لنا على أولويات الغير واتخاذ قراراتنا الشخصية بعفويتها كما هي عليه بلا تحريف أو تكلف وعدم المبالاة في آراء الآخرين إن كانت حجر عثرة في تقدمنا وفرحتنا. فلقد تبدلت كثير من الامور الإيجابية إلى السلبية بسبب انها ليست من المتعارف عليه. فإن كل مايخسره الانسان في سبيل راحته وصحته هو مكسب عظيم.

بواسطة : علي العتيبي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 06:27 مساءً الجمعة 9 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021