كتابة/ عبدالله عسيري
يقال أن حرية الفرد تقف عند حدود حرية الآخرين و هذا المفهوم مرن و فضفاض فمن يضع الحدود و من يضمن عدم تجاوزها فأي شخص سيجد لنفسه الحق في ممارسة أي فعل يراه من وجهة نظره أنه ضمن حدود حريته مهما كان تأثير ذلك الفعل على الآخرين و الآخرين أيضا قد يقيّدوا حريّة أي شخص بناءً على ما يروه حقاً و حدودا لا يمكن تجاوزها من قِبل الآخر .
إذن القانون غير موجود و المحاسبة معدومة .
لا شك أن لكل مجتمع هويته الخاصة وتقاليده و عاداته و أنظمته و تركيبته الاجتماعية و الأهم من ذلك دينه الذي يستمد منه تلك الحدود و الأنظمة و التشريعات ، و مع ذلك قد تختلف مكوناته البشرية من أعراق و مشارب و مصادر ثقافة متباينه وعلى كل فرد الالتزام بتقاليد و أنظمة المجتمع الذي ينتمي إليه مهما كان توجهه الفكري الشخصي و مهما كانت آرائه مختلفة و توجهه مغاير و لديه ملاحظات خاصة على ما يحتويه ذلك المجتمع و من الواجب ايضا عدم استغلال ما يرى و يسمع و يشاهد و يعايش بحجة حرية التعبير مما قد يلحق الضرر بمجتمعه و يعطي فرصة لمن يريد خلخلة المجتمع و تحقيق مآرب سياسية و غيرها أو أن يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة دولته و مواطنيها .
مارس حريتك الشخصية و أفكارك و معتقداتك في إطارك الخاص و في حدود بيتك و حسب أنظمة بلدك و قوانينه و احترم شعور الآخرين و اعرف حدودك جيدا و أبعاد ما قد تقوم به من مخالفات ما دمت تعيش بينهم و تشاركهم المكان و المصير .