كتابة/ جواهر فهد الدوسري

تعد نظرية المحاولة والخطأ لعالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك من أشهر النظريات في مجال التعلم , وتصنف من النظريات الوظيفية في التعلم والتي تقوم على التعلم وفقا لمبدأ المحاولة والخطأ ويطلق عليها عدة مسميات كنظرية الارتباط أو التعلم بالاختيار أو ربطية ثورندايك .
أي أن الفرد يتعلم الاستجابة المناسبة من خلال المحاولة والخطأ حيث تقل تدريجيا ومع الوقت المحاولات الخاطئة وتتبقى فقط المحاولات الصحيحة والتي يستطيع من خلالها أداء المهمة المتطلبة عليه بدون الوقوع في الخطأ, قدم ثورنديك مساهمات هامة في مجال التعلم الإنساني والحيواني على حد سواء بحيث لا يمكن إنكارها أو تجاهلها بأي شكل من الأشكال، وقد تأثر العديد من المنظرين في مجال التعلم بأفكاره ومناهج البحث التي اتبعها حيث يقول تولمان بهذا الصدد ( كعلماء نفس لقد اتخذنا من نظرية ثورنديك بطريقة ظاهرة أو خفية نقطة بداية في دراسة علم نفس التعلم)
أسهم ثورنديك أيضا في تطوير أفكار نظريات التعزيز التي ظهرت فيما بعد وذلك من خلال صياغته لقانون الأثر. وبالرغم من أن ثورنديك لم يستخدم مصطلحات مثل التعزيز أو العقاب عند حديثه عن قانون الأثر، إلا أن العديد من علماء النفس أمثال سكنر وغيرهم استخدموا مثل هذه المصطلحات كتوابع للسلوك وبذلك شكل التعزيز المفهوم الأساسي في التعلم.
استطاع ثورندايك إيجاد الكيفية التي من خلالها يمكن تحسين عملية التعليم والتعلم لدى المتعلمين من خلال تحديد الظروف التي تؤدي إلى حالة الرضا والارتياح لدى المتعلمين وذلك لتدعيم المحاولات الصحيحة وتوفير فرص الاكتشاف وتصميم مواقف التعلم لتبدو على أنها مواقف اشكالية للمتعلم وإتاحة الفرص له في إبداء المحاولات السلوكية حيالها
وكغيره من العلماء ساهم ثورنديك في إدخال طرق علمية في دراسة التعلم تقوم على المشاهدة والتجريب والتحليل الاحصائي، كما أنه طور أساليب المتاهات وحل المشكلات والاقفاص في تجاربه ، ومثل هذه الأساليب تم اعتمادها من قبل العديد من علماء النفس لدراسة عمليات التعلم
وأضيف على ذلك أن النظرية أسهمت في مجال التعلم بشكل اخر من خلال المنهج الدراسي حيث استفاد مخططي المنهج والقائمين على العملية التعليمية من مفاهيم وقوانين ثورندايك في إثراء المنهج الدراسي والنهوض من مستوى الطالب , وتجلت هذه الاستفادة في عدة أمور منها على سبيل المثال لا الحصر :
1 - أمكن لمخططًي المنهج المدرسي الاستفادة من النظرية لأنها تقوم على النشاط الذاتي حيث يتعلم الطالب عن طريق العمل .
2- يمكن الاستفادة من أفكار ثورندايك التي ركزت على التدريب النوعي الخاص لكل خبرة (لكل مادة تدريب خاص بها) .
3 - كان لمبدأ الحرية الذي طبقه على الحيوانات الأثر الكبير على مخططي المنهج في المناداة بضرورة تمتع الطفل بالحرية وعدم تقييد الطفل في حركاته وجلساته .
4 - التدرج في المحتوى من السهولة للصعوبة بحيث يتم طرح الأهداف والمحتوى والخبرات وإجراءات التقويم الأسهل والتدرج بعد ذلك في الصعوبة .
5 - مراعاة مبدأ الدافعية عند تعامل المعلمين مع طالبهم داخل الفصل سواء في المناقشات أو الأنشطة .
إذا لاحظنا هنا كيف يمكن الاستفادة من هذه النظرية في تحسين عملية التعلم والتعليم لدى التلاميذ والكشف عن مدى إدراك المتعلم للمفاهيم الرئيسية في المادة وكذلك أيضا لمخططي المناهج المدرسية والقائمين على عملية التقويم للوصول إلى الأهداف المنشودة والمرجوة لتطوير ورفع ونهوض العملية التعليمية , وذلك عن طريق مبادئ هذه النظرية وقوانينها والتي كانت بادرة إلى قوانين أخرى في التعلم تستفيد بشكل أو بآخر من نظرية المحاولة والخطأ .
كتبته / جواهر فهد الدوسري
باحثة ماجستير الآداب في المناهج وطرق التدريس
المستوى الأول للعام الجامعي 1442هـ - جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز
مقرر المنهج ونظريات التعلم
إشراف / د. حمد بن عبدالله القميزي
أستاذ المناهج وطرق التدريس المشارك – كلية التربية – جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز – عميد كلية المجتمع بالخرج