كتابة/ عبدالله عسيري
بفضل من الله عز وجل و على مدى قرون طويله ظلت القبائل المنتشره في شبه الجزيره العربيه محافظه على عاداتها و تقاليدها و قيمها الاسلاميه و شيمها العربيه الاصيله و محافظه على هويتها المستمده من تلك الشيم و القيم و المعتقدات السليمه بالرغم من تعاقب الدول و الدويلات عليها .
الكثير من الصعوبات واجهها سكان هذه الارض من فقر و مرض و شقاء و شح في الموارد و اسباب العيش . صحاري قاحله و جبال وعره و اوديه جافه لا انهار و لا بساتين و لا مدن عامره بالتجاره و الاسواق و القوافل ما عدا استثناءات قليله .
في القرنين الاخيرين لم يكن هنالك ما يجعل الدول العظمى ترسل جيوشها و سراياها الى هذه المنطقه و اعتبرت ان الدخول الى هذه الاراضي مغامره محفوفه بالمخاطر و غير مجديه و ضررها اكبر من نفعها .
تلك مقادير المولى سبحانه في أن حمى شبه الجزيره و ساكنيها من ويلات الحروب و الاستعمار و الاطماع الخارجيه مما جعلهم محافظين على مكتسباتهم العربيه و الاسلاميه دون تأثر بغيرهم او اجبار لهم على الإنسلاخ من هويتهم الخاصه حتى حين خضعوا للحكم الاجنبي التركي كانوا يلفظون ثقافة هؤلاء و استمروا في مقاومتهم و التصدي لهم و اعتبروهم أغراب لا ينتمون إليهم و لم يتقبلوهم بأي حال من الأحوال حتى سخر الله لهم من أبناء جلدتهم من يحكمهم و يوحد صفهم و يجمع كلمتهم و يقودهم للخروج من أصعب الظروف بتوفيق من الله عز و جل و سار على هذا النهج أبنائه من بعده و استمرت مسيرة العطاء و التنمية حتى يومنا هذا .
علاقة الحاكم بالمحكوم لدينا هي أولا واجب ديني و بيعة و ولاء حقيقي و هي ناتجه عن قناعه تامه و محبه و هذا ما لن يفهمه الكثير ممن يسعون ليل نهار إلى تشويه أنظمة الحكم الخليجيه و نعتها بالرجعية و الدكتاتوريه و القمعيه و غيرها من الأوصاف و تلميع صورة الأنظمه الأخرى و تزيين مناظر الانتخاب و الديموقراطيه المزيفه و الحزبيه و رفع الشعارات الرنانه الكاذبه من حريات و حقوق و عدل و مساواه و هذا كله لن يجدي نفعا مع شعب و بفضل من الله لم يعاني من وطأة الاستعمار و تبعاته و آثاره و يعلم جيدا واجبه تجاه دينه و ولاة أمره و تجاه وطنه الذي يفديه بنفسه و ماله و ولده .
