كتابة د/فاطمة الزهراء الأنصاري
يحكي أن شخصاً يدعى عادي بن عادي العادي .
ولد بشكل عادي من أب عادي وأم عادية .
وكانت ولادته في يوم عادي .
ودرس بمدرسة عادية ،انتقل من مرحلة الى مرحلة بشكل عادي .
ثم انتقل الى المرحلة الجامعية بشكل عادي .
وتخرج أيضا بشكل عادي .
وتوظف وظيفة عادية كأي موظف عادي .
ثم تزوج من امراة عادية وأنجب أطفال عاديين .
وكان أبا عاديا وربى أطفاله بشكل عادي ثم زوجهم بشكل عادي .
ثم أصبح جداً عادياً لأحفاد عاديين .
واخيراً رحل عن الدنيا بشكل عادي، فكم من الناس جاء إلى الدنيا ورحل عنها بشكل عادي.
هذه القصة يستخدمها بعض الفنانين والفنانات، في مجال تطوير الذات ، اعتقاداً أنها تحفز لنفض الكسل عن الأكتاف، وترفع معدل الحماس والطموح عشان الحاضر لمحاضراتهم من العادي يخاف.
والواقع ان الأخ عادي بن عادي من أسعد الناس
لانه اتولد عادي ما احتاج لحضانه ، وفي يوم عادي كان على صدر أمه وفي كنف ابوه واحضانه.
أمه العادية راعته واهتمت فيه وربته على اخلاق المجتمع العادية.
وأبوه العادي تعامل معاه بدون عنف ولا تدليل ،كان موجهاً في حياته وكان له خير دليل.
درس مراحل تعليمية في مدرسة وجامعة عادية كل المواد علمية وأدبية ودينية لا فيها تطرف وارهاب ولا فيها دروس انحلالية.
اشتغل بعد تخرجه في وظيفة عادية مثله مثل ابناء مجتمعه مع الكل يخدم وطنه.
تزوج امرأة عادية متربية مثله تربية عادية واستمرت حياتهم بلا مشاكل جذرية لانها عادية ،وانجبو اطفال وكبر الابناء في كنفهم الودود العادي واكملو مسيرة ابوهم عادي بن العادي .
وبعدما اصبح لعادي أحفاد ،وتأكد انه اكمل رسالته الحياتيه بنجاح.
امضى بقية ايامه في الدنيا بارتياح ثم انتقل الى بارئه بشكل عادي بدون صياح ولا نياح.
إن الاشخاص المحظوظين الذين حجزوا اماكن لهم في حياة الآخرين نجحو بأن يكونو مميزين .
ولكن هذا لا يعني ان الأشخاص العاديين من فئة الفاشلين.
لان وجودهم هو الأساس في الحياة من بدء الخليقة الى يوم الدين
الأشخاص العاديين هم قاعدة المجتمع التي ينشأ عليها ويقوم ،فإذا كانت قوية وعريضة استقر وثبت ووصل بقمته إلى النجوم.
خلاصة القول يا جماعة.. اذا كنت متميز فتلك فضيلة والله خير الحافظين ،أما اذا كنت عادي فالفضيلة اكبر من رب العالمين.
