كتابة.. د/ فاطمة الزهراء الانصاري
خلق الله الإنسان، وأنعم عليه بسمع وبصر ولسان.
وأكرمه بجسم متوازن وغرائز طبيعيه ،وشهوات محكومة، ولم يجعله كالحيوان.
ولكن هناك من حاد عن الصواب ، وابتعد عن الفطرة السليمة وخاب.
الشذوذ الجنسي والمثلية وانحطاط الاخلاقيات، أصبحت في الآونة الأخيرة ظاهرة في كل المجتمعات.
وأصبح المثليون يجاهرون بحالهم ،ويطالبون بحقوق لهم. فتباً لهم ثم تباً لهم.
المثلية ظاهرة اجتماعية قديمة ، وكل مجتمعات العالم كانت تتعامل مع مثلييها على أنهم ظواهر معزولة ودميمة، وجب حماية المجتمع من مضارهم، مثلهم مثل الخارجين عن قوانينهم.
وارتفاع منسوب الدعوات إلى تمتيع المثليين بحقوقهم الإنسانية، ماهو إلا نتاج مصالح اقتصادية وسياسية وإعلامية .
لقد لعب التضليل الحقوقي والإعلامي الماكر الذي تمارسه بعض الجهات والشركات والمنظمات دوراً مهما في توسيع دائرة حقوق الإنسان من ناحية الشرعة الدولية ، بما تضمنته من حقوق أساسية، لتدمج المثليين في منظومة الحقوق العالمية .
والعجيب أن المنظمات الحقوقية الغربية التي تتبنى قضايا المثليين والمثليات، وكبرى وسائل الإعلام التي حولت منابرها إلى منصات للدفاع عن تلك الفئات، أدارت ظهرها لحقوق الإنسان الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الأساسية ، واستعاضت عنها بحقوق جديدة حولتها إلى سلاح تضرب به كل من يطعن في هذه الحقوق الوهمية، أو يدعو إلى التريث في اعتبارها حقوقاً كونية، ونجد هذه المنظمات الحقوقية تخصص نشرات وتقارير دورية تتابع من خلالها أوضاع المثليين في دول العالم، وتحاكم الجهات التي تعارض هذه الحقوق بهدف حماية مجتمعاتها من التمييز والعنصرية. لذلك أصبح من الضروري مناقشة هذه الظاهرة الخطيرة بصورة جادة وحقيقية، حتى يمكن الوصول لحلول تعطي نتيجة إيجابية.
وبداية التعامل الصحيح مع المشكلة أن نفهمها، وأن نعرف حدودها، وهل يمكن معالجة الشاذين والشاذات أم أن الوقت قد فات.
إن حبسهم أو سبهم وشتمهم لن يحل المشكلة. ولكن الحل ببساطة يتوقف على طبيعة القيم السائدة عند المجتمعات، فلو أن هناك تربية داخل البيوت وتعليماًً صحيحاً في المدارس والجامعات ، فإن ذلك سيوفر الكثير من المجهود الذي تقوم به الحكومات ،لمحاربة مثل هذه الظواهر والآفات .
فالأزمات الاقتصادية وتعقيدات الحياة، جعلت غالبية الآباء عن أولادهم مشغولون ،ولا يعرفون ماذا يقرأون أو يشاهدون وهم مع جوالاتهم منفردون.
لاتزال أمامنا فرصة لأن نتحرك فى الاتجاه الصحيح، لتحجيم الظاهرة وعلاجها فنرتاح ونريح.
و لابد أن نفهم بأن الحل لن يكون بين يوم وليلة، وأن المواعظ أو السب والشتم ليست هي افضل حيلة .
وأن مواجهة المشكلات على قدر صعوبتها هي الأفضل بدل الهروب ونفض العواتق من المسئوليات.
خلاصة القول يا جماعة.. لابد من تناول الأمر بلا خجل للتوعية ، والتقليل من عوامل الشذوذ في التربية ، ولكيفية التعامل من دون عنف أو هلع إذا ظهرت على على الفرد ميول المثلية، ولا نهمل سلامة التربية الجنسية .فإذا تم التعامل بصورة مبكرة أكيد ستكون النتيجة مبهرة .