أعظم جريمة عرفها التاريخ في نظري ليست الحروب ولا الاستعمار قد تستغربون من هذا , ولكن في اعتقادي أن اغتيال اقرأ وتهميشها من صدور شبابنا هي أعظم جريمة في تاريخ الأمة الإسلامية إن ضياع إقرأ هي سبب تراجع وخذلان الأمة الإسلامية وضياع هويتها وحضارتها فهي سبب التخلف , إن ثاني آية نزلت على النبي صلى الله عليه اقرأ وربك الأكرم , سين سؤال ما علاقة اسمه الأكرم بالقراءة , يقول بعض العلماء أنك إذا قرأت فإن الله سيفتح عليك فتوح العارفين الفاهمين من علمه الرصين الثمين , يقول رئيس وزراء دولة ماليزيا مهاتير محمد هذا الرجل الذي نقل ماليزيا من العالم الثالث إلى العالم الأول عن سبب تقدم دولة ماليزيا قال كلمة واحدة هي ( اقرأ ) ما عكسها ارقى أي كلما قرأت ازدت رقيا في علمك وتفكيرك فاقرأ سرها في عكسها يقول أبو الحسن اللؤلؤي : مكثت أربعين عاما ما قلت ولا بت ولا اتكأت إلا والكتاب موضوع على صدري , ويقول أحد مفكري الغرب , بيت بلا كتب كجسد بلا بروح , ولعل الدول المتقدمة التي وصلت إلى ما وصلت عليه من تقدم يرجع بسبب القراءة تجدهم في الشوارع يقرؤون وفي الأسواق يقرؤون وفي القطارات والطائرات والسيارات يقرؤون ونحن أمة اقرأ الذين أنزلت علينا علينا آية اقرأ لم نقرأ ولم نهتم بالقراءة , وللأسف حين تسافر تجد أكثرية الركاب غير العرب يقرؤون في صمت وهدوء , في حين أن العربي إما أن يثرثر مع جاره أو يشاهد الأفلام , ونفس الأمر يحدث على الشاطئ فالغرب يقرؤون بصمت وهدوء , والعرب يتشاجرون مع زوجاتهم وأطفالهم ويقلقون راحة من حولهم , ذكروا أن الخليفة هارون الرشيد أمر في عصره الذهبي للعلم بإنشاء في كل بيت مكتبة , فليت كل منا يجعل مكتبة في بيته كما ينشأ غرفة لمشاهدة التلفاز أو لأكل الطعام ويلزم أهل وأسرته بنصف ساعة أو ساعة يوميا أو أسبوعيا يجعلها للقراءة فقط ويداوم على هذه الساعة ويجعل هذه الساعة مقدسة عنده فلا يرضى لأحد أن يمس هذه الساعة بضياع وقتها وهدرها , أحبتي إننا لن ننهض بضياع الأوقات وهجر القراءة وترك المطالعة فهو دليل على الإفلاس والأمية وسقوط الهمة وبرود العزيمة , فمن أراد أن يرقى بأمته ووطنه وأهله ونفسه فعليه بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة