![]() | ![]() | |
كل يوم استرجع هذا الحديث في نفسي مرات ومرات أستعيده عندما أخرج من البيت وأنزل إلى الجراش فأجد جاري وقد سد على سيارتي الطريق لأنه جاء متأخراً في الليل وكسَل يضع سيارته في المكان المخصص لها فتركها تسد الطريق ويحلها بكره الحلاّل. و أستعيده عندما أكون في الشارع والسيارات ماشية وفجأة تقطع سيارة من أقصى الشمال الى أقصى اليمين ويفتح صاحبها الشباك ويعتذر مبتسماً ومكملاً طريقه قائلاً اعذروني نسيت اعمل إشارة من بدري. و أستعيده عندما أصل إلى مكان ولا أجد موقف للسيارة لأن أغلب المواقف تقف فيها السيارة في موقفين بدل موقف واحد وليس مهم بقية الناس . و أستعيده عندما أكون في انتظار الدخول إلى عيادة الطبيب في مستشفى حكومي ويجلس بجانبي مراجعين ينتظرون الدخول ويتخطانا احدهم وبجانبه ممرضة أو حتى موظف يحمل بطاقة إلى العيادة. و أستعيده عندما يكون عدد محدود من الكراسي في مكان انتظار ويمضي وقت طويل يكون الجالس فيه على حاله والواقف أيضا على حاله. و أستعيده عندما أكون في منتزه أو حديقة عامة وأرى كميات من الفضلات ملقاة هنا وهنا فيضطر كل من أراد الجلوس أن ينظف المكان أو على كيفه بلاش يجلس. و أستعيده عندما أدخل إحدى دورات المياه الموجودة في الأماكن العامة وأجدها قذرة ولا يمكن تحمل رائحتها. و أستعيده عندما أرى في الطريق إحدى السيارات يخرج صاحبها يده ويلقي بسيجارته ولا ينظر إذا كان احد خلفه. و أستعيده عندما أكون في مطعم يقدم بوفيه مفتوح في رمضان والناس صيام وقبل الأذان يقوم البعض ويأخذ أصناف الطعام ويتركها على طاولته فلا انه أكلها ولا ترك غيره يأكلها. و أستعيده عندما أكون في الطريق وانظر إلى بيت تحت البناء وتكون جميع مخلفات البناء ملقاة في أرض الجار أو حتى جار الجار. و أستعيده عندما أكون في السوبر ماركت وأجد على الرفوف علب مفتوحة أو أشياء تكون منزوعة التغليف أو أغراض مكسورة على الأرض . و أستعيده عندما أكون في المسجد ويكون هناك صفوف من المصلين ويدخل احدهم ويتخطى الجميع لان جماعته حجزت له مكان قدام. و أستعيده عندما...وعندما...وعندما... خلاصة القول يا جماعة.. عندما نصل إلى أن يحب الأخ أخيه وبالتالي يحب له ما يحب لنفسه... سنصل الى أمة البنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً.. بقلم :د/فاطمة الزهراء الأنصاري | ||
![]() | ![]() |