من الجميل ان ارى اليوم وانا عائداً لأرض الوطن بعد رحلة دراسية استمرت للثلاث سنوات ان اجد تلك المشاريع الإنشائية الضخمة التي تجهز بها المنطقة الغربية وتلك الانجازات التي ما ان تحققت فإننا وبجد سننتقل بمكة وجدة نقلة حضارية لم تشهدها كثيراً من المدن داخل المملكة بشكل خاص وبعض الدول المجاورة بشكل عام ،، حقاً ما لفت نظري ان هناك بداية لانطلاق مكة نحو العالم الاول وأخص هنا مطار الملك عبدالعزيز بجدة ومشروع ائتلاف الحرمين والخط الموازي وسلسلة مواقع محطات القطار بمكة وجدة ،، انها مشاريع ضخمة تصرف عليها الدولة جزأها الله كثيرا في سبيل الالرتقاء بمكانة مكة الحضارية ،، لكن السؤال المهم اليوم ،!! ونحن نحتفل بانشاء وتشييد هذ الانجازات هل فكرنا في كيفية إدارتها بما يتماشي مع حجمها ومواكبتها للتغيير ،، اننا اليوم من وجهة نظري الادارية اننا نعاني من تنفيذ خططنا على ارض التنفيذ حيث ستكون كارثة حقيقية اذا لم يتم الاستعداد المبكر من الان في اعداد وتجهيز فرق العمل التي ستدير تلك المشاريع ،، ولنأخذ الان حالة مطار الملك عبدالعزيز بجدة ،، حيث يدار هذا الصرح من جهات حكومية كثيرة لها سلطات وصلاحيات حيث تلاحظ ان هناك الرئاسة العامة للطيران والجوازات والشرطة العسكرية وجهاز الجمارك ومؤسسة الخدمات الأرضية اضافة الى إدارة وتشغيل الخطوط السعودية ،، طيب ،، لماذا لا يتم من الان ولفترة الثلاث السنين القادمة في اعداد وتصميم برنامج تدريبي مكثف لمن سيعمل في حدود مساحة المطار كل في تخصصه ،، فتقوم مثلا إدارة الجوازات بتطوير مجموعة من رجالها الذين ستعتمدهم بالعمل بهذا المطار علي كيفية التعامل الراقي مع القادمين وضيوف هذا البلد الأمين لأنهم سيمثلون النظرة الاولى والشعور الاول الذي سيشعر به القادم لزيارة مكة المكرمة من خلال اداء هذه النخبة المختارة ،، فبدلا من ان تري بعض الكونترات بها شخبطات وطباعة حبر الأختام علي الكونترات او ان تجد تعامل او طريقة العمل بشكل لا تقبله انت كزائر للبلد فالقضية هنا ليست مشكلة هذا الموظف وانما هي مشكلة من يدير اداء هذا الموظف من الجهاز نفسه لانه للأسف لم يجد من ينهاه عن ذلك او من يوجهه بالشكل التدريبي التطويري الصحيح ليعرف مدى حدود عمله ،، انظر أيضاً الى اداء بعض موظفي الخطوط السعودية وأهمية التفكير في كيفية التطوير والتدريب في التعامل مع البشر ،،انظر الى مستوي خدمات العفش واستقبال موظفي شركة نقل العفش لك وبعربياتهم المخجلة ،، انظر الي شركات الليموزين وتخاطفهم وقتالهم على المسافرالقادم من الخارج ،، وهكذا لو تم تقدير للموقف اليوم وطلب من جميع الجهات التي ستعمل داخل نطاق المشروع بتقديم فكرة التطوير والتدريب لكل الفرق التي ستعمل في المشروع والذي سوف تكون ممثله لتلك الجهة للعمل في حدود المشروع ،، فبصراحة مشكلتنا اليوم هو كيف توفر الموظف الأنيق الواعي لما يقوم به من عمل و الذي يستطيع ان ينجز مهامه بما يتناسب مع هذا التغيير في التشييد والبناء لتكون مكة نحو العالم الاول ،، حتي لا نصطدم غداً بمشكلة اننا وفرنا كل شيء لكننا نشعر ان هناك خطأً في مرحلة التنفيذ ،، فالتخطيط السليم لابد ان يلحقه تنفيذ سليم والا ستكون النتائج المتحققة ليست بالشكل السليم وهذا لم يتوفر الا بفكرة التدريب والتأهيل الصارم لرفع مستوي الأداء ، فلنبدأ من الان ،، قبل فوات الأوان ،، في اعداد خطط التدريب وتنفيذها من الان حتي ننشيء فرق عمل مدربة ومؤهلة في التعامل مع الزائرين بشكل خاص والمجتمع بشكل عام ،، عندها حقاً سنتجه وبقوة في تنفيذ ،، مكة نحو العالم الاول .. ونرى نظرة التفاؤل والرضا من المجتمع ،، لكل تلك الجهات ،، وتكون قدوة للمشاريع الاخرى ويبدأ التنافس في مدى تقديم الخدمة على مستوي المشاريع ويرتقي الأداء وتصبح مخرجات أعمالنا سليمة ومشرفة ،،
بقلم /
محمود بن عبدالرحمن مغربي
مستشار تدريب اداري - كاتب واعلامي
بقلم /
محمود بن عبدالرحمن مغربي
مستشار تدريب اداري - كاتب واعلامي