عبادة الصيام من العبادات المميزة التي فرضها الله علينا .. وما يميزها ان الله سبحانه وتعالى جعل لمن يمارسونها باباً اسمه الريان يدخلون من خلاله الى الجنة.. بعد ان يتقبل ربهم منهم صيامهم.. وتكون هذه المكافأة الكبرى لهم..
ورمضان هو شهر الصيام والعمود الرابع الذي يرتكز عليه بناء الاسلام لأي مسلم..ولا يخفى الأجر العظيم الذي وعد به ربنا من يصومه ايماناً واحتساباً.
ولا يتحقق الايمان والاحتساب الا بكف اللسان ..والعين ..واليدين وبقية الجوارح عن المنكرات..والمنكرات كثيرات.
واذا قصرنا تعريفنا للصوم على انه اذلال للجسد بالجوع والامتناع عما يشتهي، نكون قد اخذنا سلبياته،، وتركنا ايجابياته التي تلامس الروح في المقام الأول..
والحقيقة ان الصيام ليس تجويعاً للجسد فقط ،،ولكنه غذاء للروح..وفترة روحانية يقضيها الجسد والروح معاً.. لكي يرتقي صاحبها الى مراتب عليا من الطاعة التي يستهدفها.
ايضاً.. هو سنة بشرية وركيزة في نظام الكون يحتاجها الانسان بجانب حاجته الى الاكل والشرب والجنس التي تنقضه.لذلك فرض الصوم في جميع الاديان السماوية .. والشرائع الوثنية.. فقد صام قدماء المصريين.. والاغريق وكذلك الرومان..
وقد ورد ان نوح عليه السلام صام عندما جنحت سفينته الى البر مائة وخمسين يوماً. وكان موسى عليه السلام يصوم ثلاثون يوماً كل عام ولكن اليهود اختصروا هذه الايام الى يوم واحد هو يوم نجاتهم من الغرق.
هذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى.. هناك من يتحدثون عن الفوائد الصحية أو الطبية لعبادة الصوم ، ويبالغون لدرجة انه يخيل الينا ان تلك العبادة انما شرعت فقط لهذه الفوائد الطبية.. وهذا من الخطأ المؤكد,, لان الغاية الحقيقية من مشروعية العبادات جميعها هي اثبات عبودية الخلق لخالقهم رب العالمين جل جلاله.. والوصول الى التذلل له سبحانه.. والسير على خطى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الذي بين مفهوم العبادات ... خلاصة القول ياجماعة... الصيام عبادة ترفع ارواحنا... وتمتعنا بصحتنا .. وتقربنا من الله.. وتدخلنا الجنة..
تحياتي لشخصك الكريم