![]() | ![]() | |
النوم هو حالة تمر بها الكائنات الحية لا تعتبر فقدانا للوعي ... وانما تغيراً لحالة هذا الوعي ... ومازال العلماء متحيرون الى يومنا هذا لتعريف الوظيفة الرئيسية للنوم...الا ان الاعتقاد السائد هو ان النوم ظاهرة طبيعية يستعيد الكائن الحي بعدها نشاط دماغه والعمليات الحيوية لجسم هذا الكائن.. وبالرغم من أن الانسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الغالبية العظمى من الناس لا يعرفون الكثير عن النوم..ومنهم لا يهتم حتى بمعرفة كينونته. والبعض يعتقد بان النوم حالة كسل وخمول لجميع وظائف الجسم .. وهذا مخالف للواقع ..لأنه في الحقيقة يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ بصفة خاصة.. وعلى مستوى الجسم بصفة عامة.. وليس كما يعتقد البعض. بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط!! وتختفي مع استيقاظ المريض.. وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن، حيث أن بعض المراجع الطبية لم تتطرق إليها بعد. ويتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي تفاوتاً كبيراً من شخص إلى آخر. ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائماً. فبالرغم من أن الإنسان قد ينام في أحد الليالي أكثر من ليلة أخرى إلا ان عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة. ولا يفوتنا ذكر هرمون السيتروتونين الذي يفرزه الجسم ويكون مسئول عن تنويمه واسترخاءه.. والعجيب ان هذا الهرمون يزيد افرازه في الظلام .. ويكون اعتماده على درجة الضوء التي تحيط بالجسم وصدق الله القائل : ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ (النبأ / 9-11) والنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها..ابتداء من مراحل النوم الخفيف .. مروراً بمرحلة النوم العميق وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الجسم نشاطه... بعد ذلك مرحلة الأحلام .. وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة..تحدث بمعدل من 4-6 مرات خلال ساعات النوم للانسان الطبيعي. ويعتبر النوم من الظواهر التي لها اسرار وخصائص تختلف عن بقية الظواهر التي تحدث للانسان .. قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ ( الزمر/42.( وهنا تأكيد من رب العالمين بان النوم يكون فيه امساك للروح التي يعتمد الجسد عليها لتحريكه.. واستعادة لهذه الروح بعد الاستيقاظ من النوم..واثناء هذا يكون هناك انتقالات لروح النائمين الى عوالم وملكوتات واماكن قد سمعنا عنها ورأيناها او لم نسمع ولم نرى.. والتقاء باشخاص قد نعرفهم او لا نعرف ...وتلك هي الاحلام والرؤى.. فالرؤيا هي التنبيه او التنبؤ عن حدوث اشياء وامور تخص صاحب المنام او آخرين غيره وخير مثال رؤيا سيدنا ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه.. ورؤيا ملك مصر في السبع بقرات التي فسرها سيدنا يوسف عليه السلام.. والاحلام.. تشابه الرؤى .. ولكنها عبارة عن انعكاسات نفسية للرغبات والانفعالات قد يكون بعضها مشوش الصورة متوتر الشكل .. يحتار صاحب المنام فيه بعد استيقاظه.. وقد يكون بعضها واضح الملامح محدد الصورة والشكل مفهوم لدى النائم.. قد يفرح به او يحزن من حيث المعنى.. وهناك نوع اخر من الاحلام وهي اضغاث احلام ( الكوابيس) واغلبها يكون نتيجة تصدى الشيطان للانسان حتى يحزنه ويزرع الوساوس في قلبه.. والنصيحة لمن يريد ان تقر عينه بالنوم بلا منغصات بان يقتدي برسولنا الكريم عندما يدخل الى فراشه بقول الاذكار وقرأة آيات االتحصين ... ثم يغمض عينه بسلاااام.. خلاصة القول ياجماعة... النوم فيه اسرار وعجائب وعظمة وجبروت لايقدر أي انسان ان يقهره فاستحق بالفعل لقب السلطان وسبحان سلطان السلاطين الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. د/ فاطمة الزهراء الأنصاري 10/10/1433هـ | ||
![]() | ![]() |