مقال : لماذا نعادي الممرضات السعوديات ؟
كثيراً ما تطالعنا صحافتنا المحلية (الورقية منها والإلكترونية) ووسائلنا الإعلامية المختلفة بين الحين والآخر بمقالات وتحقيقات تتناول وبشكل مباشر الممرضات السعوديات ، وهذه التحقيقات والمقالات لا تخلوا في المجمل من الإدانة والتشويه لسمعة أولئك الممرضات أو العاملات في القطاعات الصحية على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها . وكأن دورهن وعملهن في هذه المجالات المتعددة جلب لهن التعاسة والعار لدى عقليات أولئك المنتقدين والمتشائمين انطلاقا من أسس وثوابت اجتماعية تدين وتزدري كل من يعمل في هذا القطاع الحيوي والهام ، والذي توليه الدولة أيدها الله كثير من العناية والاهتمام من خلال افتتاحها للعديد من كليات العلوم الصحية والعلوم التطبيقية بمختلف مناطق المملكة لسد الاحتياج المتزايد في المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية تلبية للتوسع الكبير في تلك المجالات والتخصصات ، وسعياً إلى الإحلال الوطني والاستغناء التدريجي عن الجزء الأكبر من العمالة الوافدة .
إن تلك المقالات والتحقيقات لا تنصف في الغالب العاملات في المجالات الصحية والطبية رغم تفوق الكثيرات منهن على نظرائهم ، ناهيك عن أنها سبباً من أسباب العدوان عليهن والتجاوزات الغير اخلاقية ضد تلك الفئة التي تعمل بثقة كبيرة وعزيمة متناهية وبكفاءة عالية لترتقي بمهنة التمريض لأعلى المستويات وتؤدي رسالتها السامية على أكمل وجه . ملبية ومستجيبة لنداء الواجب (الديني والوطني) الذي تحتمه عليها طبيعتها تجاه بنات جنسها .
فلماذا ينظر البعض لأولئك العاملات في القطاعات الصحية نظرة دونية قاصرة ملؤها الريبة والشك فيهن بحجج الاختلاط والإمعان في سرد القصص الكاذبة عنهن لتشويه سمعتهن . ولو نظرت إلى أولئك المتشائمين لوجدتهم لا يقدمون ولا يؤخرون وليس لهم بصمة أو دور على الساحة ، جلّ اهتمامهم الانتقاص من الآخرين ظناً منهم أن مساعيهم تلك ستوقف عجلة الرقي والتقدم ، ولسان الحال يقول لهم " موتوا بغيظكم ".
إن النظرة المتشائمة لأولئك لم تقتصر على العاملات في القطاعات الصحية ، بل تعدت ذلك إلى المساس بعمل المرأة عموماً في مجالات كثيرة ومتعددة أيّاً كان ، فماذا يريد أولئك ؟.
إنني ومن خلال منبركم الإعلامي العامر أناشد وأخاطب أخواتي العاملات في القطاع الصحي خصوصاً وأقول لهن أمضين قدماً وواصلوا تقدمكن بعزة وشرف ، ولا تلتفتون للوراء أو تستمعون للأبواق التي تسعى إلى تحطيمكن وثنيكن ، والحيلولة دون تقدمكن وتميزكن على الكثيرين في مجالات مختلفة .
فالمرأة اليوم من وجهة نظري تعيش في أوج صباها ونمائها بتحقيقها للكثير من آمالها وتطلعاتها التي حرمت منها سنوات طويلة مع حفاظها على قيمها وثوابتها الدينية ، وهي بقدر تمسكها بدينها وأخلاقها يزداد تميزها وتمكينها وتفضيلها ، فلم يخلق الله المرأة عبثاً كما يريد لها الرجال أن تكون ، بل خلقها كائناً نشطاً متقد ومتوهج مليئة بالحيوية والعطاء فالنساء شقائق الرجال ، ولهن مثل الذي عليهن بحسب ما أختص الله به كل من الرجال والنساء .
إن حكومتنا الرشيدة تتمتع بوافر من الحصافة والنظرة الشمولية لعنصر المرأة الحيوي والهام ، ودورها المتنامي لخدمة بنات جنسها في العديد من القطاعات الحكومية التي تحتاج لها المرأة في قضاء احتياجاتها الحياتية (اليومية والمستقبلية) ، ولهذا أنشأت الدولة في عدد من قطاعاتها الفروع النسائية لتحظى المرأة بخصوصيتها وتمارس من خلالها دورها الريادي وتساهم في دفع عجلة التقدم والرقي بكل عزيمة وإصرار .
فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة .... إلخ ، وقد أشار إلى ذلك صراحة ًملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بقوله أيده الله (المرأة هي أمي هي أختي ...) ، فهل نتجاهل المرأة ونهمش دورها أم ندعمها ونقف إلى جوارها لتقوم بواجباتها المناطة بها ، إضافة إلى واجباتها الجسام تجاه البيت والأسرة .
كثير من الرجال في مقالاتهم وتحقيقاتهم وتغريداتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي يرفضون الارتباط بالمرأة العاملة بشكل عام وخصوصاً اللائي يعملن في القطاعات الصحية المختلفة بحجج الاختلاط كما أسلفنا . متناسين أن هذا السلاح الذي يشهرونه في وجوههن بشكل دائم لم يعد مؤثراً ، ليقين أولئك النسوة بأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وليست حكراً بيد الرجل المتسلط .
وكم من شقيقاتنا النساء اللائي يعملن في قطاعات أخرى بعيدة عن الاختلاط كما يزعمون ويدّعون ، لم ينجون من عبث الرجال بهن وإساءتهم لهن وتسلطهم عليهن وهذا يؤكد أن عقلية الرجال وطريقة تفكيرهم هي في حقيقة الأمر العامل المسيطر على تصرفاتهم وسلوكياتهم ، وليست حججهم التي يطلقونها جزافاً بين حين وآخر تجاه المرأة العاملة في القطاعات الصحية .
محمد أحمد الشهري
كثيراً ما تطالعنا صحافتنا المحلية (الورقية منها والإلكترونية) ووسائلنا الإعلامية المختلفة بين الحين والآخر بمقالات وتحقيقات تتناول وبشكل مباشر الممرضات السعوديات ، وهذه التحقيقات والمقالات لا تخلوا في المجمل من الإدانة والتشويه لسمعة أولئك الممرضات أو العاملات في القطاعات الصحية على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها . وكأن دورهن وعملهن في هذه المجالات المتعددة جلب لهن التعاسة والعار لدى عقليات أولئك المنتقدين والمتشائمين انطلاقا من أسس وثوابت اجتماعية تدين وتزدري كل من يعمل في هذا القطاع الحيوي والهام ، والذي توليه الدولة أيدها الله كثير من العناية والاهتمام من خلال افتتاحها للعديد من كليات العلوم الصحية والعلوم التطبيقية بمختلف مناطق المملكة لسد الاحتياج المتزايد في المستشفيات والمراكز الصحية والإسعافية تلبية للتوسع الكبير في تلك المجالات والتخصصات ، وسعياً إلى الإحلال الوطني والاستغناء التدريجي عن الجزء الأكبر من العمالة الوافدة .
إن تلك المقالات والتحقيقات لا تنصف في الغالب العاملات في المجالات الصحية والطبية رغم تفوق الكثيرات منهن على نظرائهم ، ناهيك عن أنها سبباً من أسباب العدوان عليهن والتجاوزات الغير اخلاقية ضد تلك الفئة التي تعمل بثقة كبيرة وعزيمة متناهية وبكفاءة عالية لترتقي بمهنة التمريض لأعلى المستويات وتؤدي رسالتها السامية على أكمل وجه . ملبية ومستجيبة لنداء الواجب (الديني والوطني) الذي تحتمه عليها طبيعتها تجاه بنات جنسها .
فلماذا ينظر البعض لأولئك العاملات في القطاعات الصحية نظرة دونية قاصرة ملؤها الريبة والشك فيهن بحجج الاختلاط والإمعان في سرد القصص الكاذبة عنهن لتشويه سمعتهن . ولو نظرت إلى أولئك المتشائمين لوجدتهم لا يقدمون ولا يؤخرون وليس لهم بصمة أو دور على الساحة ، جلّ اهتمامهم الانتقاص من الآخرين ظناً منهم أن مساعيهم تلك ستوقف عجلة الرقي والتقدم ، ولسان الحال يقول لهم " موتوا بغيظكم ".
إن النظرة المتشائمة لأولئك لم تقتصر على العاملات في القطاعات الصحية ، بل تعدت ذلك إلى المساس بعمل المرأة عموماً في مجالات كثيرة ومتعددة أيّاً كان ، فماذا يريد أولئك ؟.
إنني ومن خلال منبركم الإعلامي العامر أناشد وأخاطب أخواتي العاملات في القطاع الصحي خصوصاً وأقول لهن أمضين قدماً وواصلوا تقدمكن بعزة وشرف ، ولا تلتفتون للوراء أو تستمعون للأبواق التي تسعى إلى تحطيمكن وثنيكن ، والحيلولة دون تقدمكن وتميزكن على الكثيرين في مجالات مختلفة .
فالمرأة اليوم من وجهة نظري تعيش في أوج صباها ونمائها بتحقيقها للكثير من آمالها وتطلعاتها التي حرمت منها سنوات طويلة مع حفاظها على قيمها وثوابتها الدينية ، وهي بقدر تمسكها بدينها وأخلاقها يزداد تميزها وتمكينها وتفضيلها ، فلم يخلق الله المرأة عبثاً كما يريد لها الرجال أن تكون ، بل خلقها كائناً نشطاً متقد ومتوهج مليئة بالحيوية والعطاء فالنساء شقائق الرجال ، ولهن مثل الذي عليهن بحسب ما أختص الله به كل من الرجال والنساء .
إن حكومتنا الرشيدة تتمتع بوافر من الحصافة والنظرة الشمولية لعنصر المرأة الحيوي والهام ، ودورها المتنامي لخدمة بنات جنسها في العديد من القطاعات الحكومية التي تحتاج لها المرأة في قضاء احتياجاتها الحياتية (اليومية والمستقبلية) ، ولهذا أنشأت الدولة في عدد من قطاعاتها الفروع النسائية لتحظى المرأة بخصوصيتها وتمارس من خلالها دورها الريادي وتساهم في دفع عجلة التقدم والرقي بكل عزيمة وإصرار .
فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة والابنة .... إلخ ، وقد أشار إلى ذلك صراحة ًملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بقوله أيده الله (المرأة هي أمي هي أختي ...) ، فهل نتجاهل المرأة ونهمش دورها أم ندعمها ونقف إلى جوارها لتقوم بواجباتها المناطة بها ، إضافة إلى واجباتها الجسام تجاه البيت والأسرة .
كثير من الرجال في مقالاتهم وتحقيقاتهم وتغريداتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي يرفضون الارتباط بالمرأة العاملة بشكل عام وخصوصاً اللائي يعملن في القطاعات الصحية المختلفة بحجج الاختلاط كما أسلفنا . متناسين أن هذا السلاح الذي يشهرونه في وجوههن بشكل دائم لم يعد مؤثراً ، ليقين أولئك النسوة بأن الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وليست حكراً بيد الرجل المتسلط .
وكم من شقيقاتنا النساء اللائي يعملن في قطاعات أخرى بعيدة عن الاختلاط كما يزعمون ويدّعون ، لم ينجون من عبث الرجال بهن وإساءتهم لهن وتسلطهم عليهن وهذا يؤكد أن عقلية الرجال وطريقة تفكيرهم هي في حقيقة الأمر العامل المسيطر على تصرفاتهم وسلوكياتهم ، وليست حججهم التي يطلقونها جزافاً بين حين وآخر تجاه المرأة العاملة في القطاعات الصحية .
محمد أحمد الشهري