عند الحديــث عن المحبــة يتبـــادر الى الأذهــان عشــق جنس للجنس الآخر ...
وتنــزوي محبــة الأبـــاء والأخـــوان والأصدقـــاء لمـــاذا؟؟؟.
الحبّ... حالــة نفسـيــّة وعاطفيــة تنـبع من أعماق الانسان لتمنحه السعادة والهناء. وارتباطـه بالمحبوب يكــون ارتباط الانسجام والرِّضى والتوافــق ، حتى ليكــاد المحبّان أن يتّــحدا ،،،هــذا إذا مــاترسّـخ فعلاً هذا الحبّ ..
ويتجسّد الحبّ في مجـالين...
المجال الحسِّي : وهو الحبّ المألوف في عالَم الانسان .
والمجال الروحي : وهو الحبّ الأسمى المتمثِّل في حبّ الانسان لله ، والقيم والمعاني المجرّدة ، كالحق والعــدل والخيــــر...
وابن حـزم أوفى في كتابـــه المشهـــور (طــوق الحمــامة) الحديـث عن الحــب فقد قال: " ان المحبــة ضــروب فأفضــلها محبــة المتحابيــن في الله عـز وجـل... واما الاجتهــاد في العمــل، واما الاتـفــاق في اصــل النحلــة والمــذهب، واما لفضــل يمنحــه الانســان، ومحبــة القرابــة ومحبــة الألفــة والاشتــراك في المطالــب، ومحبــة التصــاحب والمعــرفة، ومحبــة البــر يضعـه المــرء عند اخيــه، ومحبــة الطمـع في جــاه المحبــوب، ومحبــة المتحــابين لســر يجتمعــان عليــه يلزمـهما ستــره، ومحبــة بلــوغ اللـذة وقضــاء الوطــر. ومحبــة العشـق التي لا علــة لهــا الا باتصــال النفـــوس"
ثم قال غفر الله له: " وكــل هذه الاجنــاس منقضيــة مع انقضــاء عللــها، زائــدة بزيادتـــها، وناقصــة بنقصانــها، متأكــدة بدنــوها، فاتــرة ببعــدها، حاشـا - يعني ماعدا- محبــة العشــق الصحيــح الممكــن من النفـس فهي التي لا فنــاء لهـا الا بالمــوت "
وقد حثت الأديـــان كلها على المحـــبة ... لكن الدين الإسلامي حث أبنــاءه على التحـابب والمـودة بشكل أوسع وأشمــل ؛ فقد ورد ذكر الحبّ والفعــل منــه أربعـاً وثمانين مـــرّة في القرآن الكريم ..
قال تعالى : "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"
كما ورد ذكــر الحب في السنّـة النبويّـة فالنبي صلى الله عليه وسلم يحث على الإخبـار بمشــاعر الحب.. لكـي تقـوى هذه المحبــة وتُفضي إلى شيــوع الألفــة بين النــــاس .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ».
وعن أنس رضي الله عنه أن رجـلاً كـان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمــر به رجل، فقــال: يا رسول الله إنـي لأحب هــذا. فقــال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلمته»؟ قال: لا... قال: «أعلمه»
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتّى تحـابّوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتمـوه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم»
ولعلّ أعظم الأمثلــة التي تُضرب عن المحبة ما غرسه الرسول (صلى الله عليه وسلّم) من مبـــادئ وأسس حب وإخاء ما بين المهــاجرين والأنصــار ، كما يمكن اقتباس شيء من معاني هذا الحـب من الحديــث القدسي " وجبت محبتي للذين يتحابون ويتجالسون ويتزاورون ويتبادلون فيّ "
ولو تطرقنـــا عن الحب بين الجنسين فان رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجــاته أمــام الجميع . فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم :" أي الناس أحب إليك؟... قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها"
المشاعر بين الحبيبيـن لا يتم تبادلـها عن طريــق أداء الواجبــات الرسميــة ، أو حتى عن طريــق تبــادل كلمــات المــودة فقط ، بل كثيــر منهــا يتـم عبـر إشارات غيــر لفظيــة من خلال تعبيـرة الوجه ، ونبـرة الصوت ، ونظــرات العيــون ، كـل هذا يعتبر من وسائل الإشبــاع العــاطفي والنـفسي المهمة للانسان.
وختــاماً ...
فان عيد الحب.. هو ذكــرى خالــدة لقصة كان البطــل فيها هو الحب..
بدايتهـــا .. كانت بعد دخول الرومان في النصرانية ... وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتــاين) ..وصار يجري عقود الزواج للجند سراً، وذلك مما كان يشعر به تجاه هؤلاء الجنود من محبة وتعاطف... فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام.
ومن المفارقات العجيبة انه في سجنه وقع في حب ابنة السجان... وقد كان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية.. وقد تم تنفيذ حكم القتل فيه يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير، ومنذ ذلك اليوم اصبح الاحتفال بعيد الحب سنوياً ... احتفالاً بتمــرد الحب على جميع الانظمة والقوانين التي تحرمــه.
خلاصة القول يا جماعة: لان الحب هو الذي يسعد القلوب.. ويقوي النفوس.. ويهذب المشاعر ... ويبني الشعوب ...أمرنا الله أن نحب بعضنا البعض .
د/ فاطمة الزهراء الأنصاري
وتنــزوي محبــة الأبـــاء والأخـــوان والأصدقـــاء لمـــاذا؟؟؟.
الحبّ... حالــة نفسـيــّة وعاطفيــة تنـبع من أعماق الانسان لتمنحه السعادة والهناء. وارتباطـه بالمحبوب يكــون ارتباط الانسجام والرِّضى والتوافــق ، حتى ليكــاد المحبّان أن يتّــحدا ،،،هــذا إذا مــاترسّـخ فعلاً هذا الحبّ ..
ويتجسّد الحبّ في مجـالين...
المجال الحسِّي : وهو الحبّ المألوف في عالَم الانسان .
والمجال الروحي : وهو الحبّ الأسمى المتمثِّل في حبّ الانسان لله ، والقيم والمعاني المجرّدة ، كالحق والعــدل والخيــــر...
وابن حـزم أوفى في كتابـــه المشهـــور (طــوق الحمــامة) الحديـث عن الحــب فقد قال: " ان المحبــة ضــروب فأفضــلها محبــة المتحابيــن في الله عـز وجـل... واما الاجتهــاد في العمــل، واما الاتـفــاق في اصــل النحلــة والمــذهب، واما لفضــل يمنحــه الانســان، ومحبــة القرابــة ومحبــة الألفــة والاشتــراك في المطالــب، ومحبــة التصــاحب والمعــرفة، ومحبــة البــر يضعـه المــرء عند اخيــه، ومحبــة الطمـع في جــاه المحبــوب، ومحبــة المتحــابين لســر يجتمعــان عليــه يلزمـهما ستــره، ومحبــة بلــوغ اللـذة وقضــاء الوطــر. ومحبــة العشـق التي لا علــة لهــا الا باتصــال النفـــوس"
ثم قال غفر الله له: " وكــل هذه الاجنــاس منقضيــة مع انقضــاء عللــها، زائــدة بزيادتـــها، وناقصــة بنقصانــها، متأكــدة بدنــوها، فاتــرة ببعــدها، حاشـا - يعني ماعدا- محبــة العشــق الصحيــح الممكــن من النفـس فهي التي لا فنــاء لهـا الا بالمــوت "
وقد حثت الأديـــان كلها على المحـــبة ... لكن الدين الإسلامي حث أبنــاءه على التحـابب والمـودة بشكل أوسع وأشمــل ؛ فقد ورد ذكر الحبّ والفعــل منــه أربعـاً وثمانين مـــرّة في القرآن الكريم ..
قال تعالى : "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"
كما ورد ذكــر الحب في السنّـة النبويّـة فالنبي صلى الله عليه وسلم يحث على الإخبـار بمشــاعر الحب.. لكـي تقـوى هذه المحبــة وتُفضي إلى شيــوع الألفــة بين النــــاس .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ».
وعن أنس رضي الله عنه أن رجـلاً كـان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمــر به رجل، فقــال: يا رسول الله إنـي لأحب هــذا. فقــال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلمته»؟ قال: لا... قال: «أعلمه»
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «والّذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنّة حتّى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتّى تحـابّوا ، أوَلا أدلّكم على شيء إذا فعلتمـوه تحاببتم : أفشوا السّلام بينكم»
ولعلّ أعظم الأمثلــة التي تُضرب عن المحبة ما غرسه الرسول (صلى الله عليه وسلّم) من مبـــادئ وأسس حب وإخاء ما بين المهــاجرين والأنصــار ، كما يمكن اقتباس شيء من معاني هذا الحـب من الحديــث القدسي " وجبت محبتي للذين يتحابون ويتجالسون ويتزاورون ويتبادلون فيّ "
ولو تطرقنـــا عن الحب بين الجنسين فان رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجــاته أمــام الجميع . فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم :" أي الناس أحب إليك؟... قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها"
المشاعر بين الحبيبيـن لا يتم تبادلـها عن طريــق أداء الواجبــات الرسميــة ، أو حتى عن طريــق تبــادل كلمــات المــودة فقط ، بل كثيــر منهــا يتـم عبـر إشارات غيــر لفظيــة من خلال تعبيـرة الوجه ، ونبـرة الصوت ، ونظــرات العيــون ، كـل هذا يعتبر من وسائل الإشبــاع العــاطفي والنـفسي المهمة للانسان.
وختــاماً ...
فان عيد الحب.. هو ذكــرى خالــدة لقصة كان البطــل فيها هو الحب..
بدايتهـــا .. كانت بعد دخول الرومان في النصرانية ... وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج؛ لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتــاين) ..وصار يجري عقود الزواج للجند سراً، وذلك مما كان يشعر به تجاه هؤلاء الجنود من محبة وتعاطف... فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام.
ومن المفارقات العجيبة انه في سجنه وقع في حب ابنة السجان... وقد كان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية.. وقد تم تنفيذ حكم القتل فيه يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير، ومنذ ذلك اليوم اصبح الاحتفال بعيد الحب سنوياً ... احتفالاً بتمــرد الحب على جميع الانظمة والقوانين التي تحرمــه.
خلاصة القول يا جماعة: لان الحب هو الذي يسعد القلوب.. ويقوي النفوس.. ويهذب المشاعر ... ويبني الشعوب ...أمرنا الله أن نحب بعضنا البعض .
د/ فاطمة الزهراء الأنصاري
ما اجملها من كلمة..
ولكن من يقولها بصدق؟
مشكوره علي المقال الاكثر من رائع
مع تحيات ابوفهد
المهم ان نعرف من الحب وان نحب من يستحق بغض النظر عن نوع الحب
دمتي بخير