![]() | ![]() | |
ان من المُـسَلّمــات التي ليس فيها خــلاف ... الاعتــذار عن الخطأ.. بشكل عــام والمتعـمد منـه بشكل خــاص. وللأسف... فإن ثقــافة الاعتذار من الثقافات المفقودة في مجتمعاتنا العربيــة.. والتي من المهم جداً أن ننتبه الى نشرها بمفهومها الصحيح الذي نستمده من كتاب الله.. وهدي رسوله عليه افضل الصلوات والسلام.. فقد ورد ذكر اعتذارات عدد من الانبيــاء عن أخطائهم في القرآن.. قال تعالى..( لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ) الآية73- سورة الكهف قالها موسى عليه السلام معتذراً عندما نسي شرط الرجل الصالح عن عدم سؤاله في أي أمر يراه وهو يصاحبه.. وأستنكر عليه خرق السفينة.. وقال تعالى..( وذا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) الآية 87 - سورة الأنبياء الاعتــذار مهــارة يمكن اكتســابها اذا لم تكن موجودة أصلاً.. ومن المهم أن يدرك الانسان الذي لا يمتلك هذه المهــارة... أن يبــادر بالبحث بجديــة عنها.. قال الامام الشافعي.. التمس لأخيك سبعين عذراً وقال ابن سيرين.. اذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فان لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه. وهناك نقــاط رئيسيــة للاعتـذار تنقسم الى ثلاث مراحــل.. الشعــور بالندم على ما حصل.. الإحساس صــادق بتحمل المسئــولية... الرغبــة الحقيقيــة في اصلاح الوضع الذي نتج عن الخطــأ ولابد أن نحذر من بعض الأمور أثناء تقديم الاعتذار .. مثل الاعتذار المزيــف مثل.. أنــا آسف.. ولكــن. ونبدأ في سرد ظروف وملابسات جعلتنا نقدم على الوقوع في الخطـــأ .أو أنـــا آســف لأنك لم تسمعنــي ،، أو لم تفهمنـي جيــداً.. هنا وكأننا نرد الخطــأ الصادر منّــا على من أخطأنا في حقــه.. الواجب فعلــه وفي منتهى البســاطة هو تقديم الاعتذار بنيـة صادقة وباعتراف بالأذى الذي وقع على الآخــر... وجميل جداً أن يصاحب الاعتذار ترضيــة .. ايضاً.. هنــاك أمر هــام ..ليس من الضروري ان يكون الاعتــذار مقبولاً من الطرف الآخر فربما يحتاج الموضوع الى وقــت الى أن يتم القبــول التام ... وحتى لو تم رفضه .. فالاعتذار كان قرار بتحمل مسئولية التصرف. ولابد من تحمل نتائج هذا القرار.. خلاصة القول يا جماعة.. من أراد أن يعيش وحيداً متمركزاً في محور الحياة فليتكبر.. وليترفع عن غيره.. ومن أراد ان يعيش مع الناس فليرتقي بهم .. لا عليهم.. وليتعلم فن الاعتذار. د/ فاطمة الزهراء الأنصاري 2013/3/20 | ||
![]() | ![]() |