![]() | ![]() | |
الضمير الذي أقصده هنا ليس الضمير النحوي.. المستتر ، أو الظاهر.. ولا حتى الغائب.. ولكني أعني الضمير المتحرك في داخلنا.. الضمير الباطني الذي يراقب سلوكنا ، والذي يحثنا على فعل الخير قولاً وعملاً، وترك الشر فعلاً ومضموناً.. الضمير الذي غاب عن البعض الى أن اعتقدنا انه توفاه الله .. وهو في الحقيقة موجود ، ولكنه في حالة سبات عميق.. أو مرض واعياء شديد.. قد تحركه صدمه كهربائية.. فيفوق من الغيبوبة.. أو يسكت حسه الى الأبد.. ماهي كينونة الضمير.. من أين يأتي؟؟ هل هو احساس؟؟ هل هو صوت ينادي؟؟ ان الانسان اذا خاف من شيء يظل حذر جدا منه.. يراقبه .. يبتعد عنه.. فمن يخاف من القوانين لا يعترض عليها.. ولا يخترقها.. ومن يخاف من شخص.. فلا يحاول ان يتحداه .. او يقف في طريقه.. أما من يخاف الله.. فانه قد وصل الى ضمير حي يصاحبه اينما توجه.. فالضمير هو القوة الروحانية التي وضعها رب العالمين في نفوس عباده.. حتى يميزون بين الخير والشر.. الحق والباطل ..الحسن والسيء.. ويستدلون به على ما ينفعهم.. ويبتعدون عما يضرهم.. قال تعالى: ( ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) ان الله سبحانه وتعالى يبين في هذه الآيات انه قد الهم الانسان أي أوضح له معنى الفجور وما يجره اليه... ومعنى التقوى وما تجره اليه.. وكأنه عني بالتقوى الضمير.. وكثيرة هي القصص التي كان بطلها الضمير.. بداية من تناول سيدنا آدم التفاحة وندمه على ما كان منه ومحاولة ارضاء ضميره بالتوبة الى الله. وقصة الأخوين قابيل وهابيل.. الذي لعب الضمير فيها دوراً بعد قتل الأخ ..واصبح يهوي على القاتل بمعاول الندم وتحقير الذات بعد أن رأى الغراب يفعل مالم يفعله قال تعالى : فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ سورة المائدة 30-31. ولا تفوتنا قصة الغامدية وماعز .. فقد انعم الله عليهما بضمائر يقظة.. قوية بعد الذنب.. قضت عليهما المضاجع.. فما كان من الرجل الا ان ذهب الى رسول الله معترفاً يلح في اقامة الحد .. وتلته مسرعة الخاطئة.. لم تخف ولم تتهاون.. فقد كان الضمير أقوى من الخوف. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :"لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل" كثيرا ما تعرضنا الى مواقف قد تحيرنا فيها بين الاستجابة الى ما يمليه علينا ضميرنا.. وبين ما يعارضه.. فاذا ما طاوعناه وملنا الى ما أملاه علينا.. ستكون النتيجة مرضية لنا.. نستطيع أن نعيش بسعادة ولكن.. اذا وقفنا أمامه .. وعارضناه.. وفعلنا عكس ما يمليه.. فالندم.. والتعاسة.. سترافقنا ما حيينا.. الا اذا استطعنا ان نخمد صوته الذي يملأ جوانحنا برصاصة .. أو ضربة خنجر. خلاصة القول يا جماعة.. اذا كان الضمير حاضر فلا يمكن قتله الا بقتل صاحبه.. اما الضمير اذا كان مستتر فليحذر صاحبه ان يظهر له في وقت ويؤنبه.. د/ فاطمة الزهراء الأنصاري | ||
![]() | ![]() |
غابت في هذه الدنيا امور كثيره تجعل الضمائر الحية ( النفس اللوامة ) غائبة بل ميته ومن اهمها التربية في مراحل الحياة الاولى وتعزيزها في المراحل الدراسية حتى الانتهاء من الدراسة الجامعية فكل مايهتم به الشخص هو ال ( انا ) ومن بعدي الطوفان ... فيأتي هنا السؤال هل صلف الحياة وعدم التنشأه الصحيحة وتعزيزها وفقدان مبدأ التكافل الاجتماعي اوصلنا الى ذلك ...... كثيرة هي الاسئلة ... ولكن ان الله لا يغير مابقوم حتى يغير مابأنفسهم ... فالرجوع الى الله وتطبيق منهج السنة هو طوق النجاة الذي سيصلح كل ماافسده الدهر .
شكرا لك د. فاطمة وجزاك الله خير
والصغير والكبير والحارس والأمير
لكن ...
لا ينام بعمق سوى مرتاح الضمير!! .. تحياتي وشكرا للكاتبه د.فاطمه
والصغير والكبير والحارس والأمير
لكن ...
لا ينام بعمق سوى مرتاح الضمير!! .. تحياتي وشكرا للكاتبه د.فاطمه