![]() | ![]() | |
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله عز وجل .. الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار" صدق رسول الله مما لاشك فيه .. أن أول المعاصي التي حدثت بعد خلق الله تعالى لآدم هي تكبر ابليس .. واعجابه بنفسه.. وامتناعه عن الأمر الالهي بالسجود لمن خلقه الله من الطين .. ولإصرار ابليس على هذه المعصية.. وعدم توبته منها .. حكم عليه رب العباد بأن يكون خالداً في النار.. هو ومن فرش له طريق الكبرياء فسارعليه حتى النهاية .. قال تعالى.. إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين غافر60 واذا اقتربنا اكثر من حقيقة المتكبر نجده شخص قد كبر في نظر نفسه بغير حق ، ويريد أن يكبر في أنظار الآخرين.. تظهر عليه العجرفة في الملامح، في المشي والجلوس ، في الكلام والسلوك.. وفي داخله يرى انه على حق دائماً.. الخطأ غير وارد في قاموس حياته.. ويعتقد أنه يجب على الجميع أن يروه كذلك.. ينظر للناس باحتقار، ولا يرى ان الناس يحتقرونه.. فالكبر نقصان في العقل وسفاهة.. وللأسف أن المتكبرين .. قلما يدركون أن الكبرياء هو مشكلتهم ، بالرغم من أن كل من حولهم يدركون ذلك. قال سفيان بن عيينه: (من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة ، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له ، ومن كانت معصيته من كِبْر فاخشَ عليه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبراً فلُعِن) المتكبر لا يهتم كثيراً بضعفه.. ولا يتوقع أن هناك حجرات عثرة في طريقه .. فهو يظن أنه فوق ضعف العموم.. لذلك.. من السهل أن تزل قدمه .. ويتعثر دائماً في طريقه.. من يتصف بالكبرياء ..يجعل من نفسه عدواً .. بغيضاً.. مهما امتلك من أموال .. وجاه وسلطان.. تجده مكروهاً.. يتحاشى الناس التعامل معه .. وان كان ولابد .. فلن تكون روح المحبة هي المحرك لهذا التعامل.. يحكى أن ملكاً خرج في يوم وكان من المفتونين بنفسه وذاته ، فاستوقفه منظر لم يستطع تجاوزه كوخ صغير يعيش فيه رجل فقير .. أمامه جمجمة لرأس انسان .. كان يقلبها بيديه .. منهمكاً متأملاً.. وقف الملك أمامه وسأله : لماذا تنظر الى هذه الجمجمة بهذا الشكل؟ أجاب الرجل: عجزت أن أميز هل هذه الجمجمة لملك عظيم.. أو هي لصعلوك حقير.. خلاصة القول يا جماعة.. الكبرياء مثل رجل صعد الى مكان مرتفع .. ونظر للناس فوجدهم أقزاماً صغاراً.. ونظر إليه الناس في علوه فوجدوه قزماً صغيراً.. د/فاطمة الزهراء الأنصاري | ||
![]() | ![]() |