المتأمل لتأخر مجتمعاتنا اليوم عن مواقع الريادة كما كانت في العصور الزاهرة يدرك أن أهم مسببات هذا التراجع :
1- ضعف "الإتقان" بما يحقق مفهوم "الجودة الشاملة"
2- إستشراء "الفساد" وأنواع السلوكيات الخاطئة
بمعنى آخر :
أن أهم أسباب تدهور أحوال الأمة هي فقدان أفراد المجتمعات معيارين أشار لهما القرآن الكريم عند إختيار العاملين وهما "القوي/الأمين" :
1- فقد "القوة" يعني ضعف المكتسبات :
( الإيمانية/العلمية/العقلية/الجسدية )
2- فقدان "الأمانة" يعني ممارسة سلوكيات "خاطئة" مع النفس أولا ومع :
( الخالق/المخلوقين )
وأعتقد أن تحقيق معياري "القوي/الأمين" (مترابطين) في أي مجتمع سيؤدي بإذن الله إلى نجاحه وريادته بالدنيا والآخرة
ولما كان القرآن الكريم قد أوضح سنته الكونية/الشرعية في سورة المائدة :
(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ )
بأنه جعل مكة (الكعبة والبيت الحرام) قياما للناس أي هي التي يكون بها صلاح أمور دينهم ودنياهم
بمعنى أن العمل على صلاح حال "مكة" (إنسان/مكان) هو الضمان بإذن الله لصلاح أحوال الأمة ، بل وصلاح الأحوال العامة للناس جميعا في هذه المعمورة
وستعمل (مبادرة "القوي/الأمين" في مكة) بإذن الله من خلال عشرات من نخبة أبناءها وبناتها (الذين أبدوا رغبتهم حتى الآن بالمشاركة في المبادرة) بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني على وضع "خارطة طريق" طموحة وعملية توفر مشروعات (أكاديمية/تدريبية) لتنمية إنسان مكة ، ولجعل أفراد سكان مكة المكرمة متميزين بخاصيتي "القوة" و "الأمانة"
حتى يكون "بيت الله الحرام" وأهله بالفعل "مثابة للناس" يتوجهون إليهم (كما يتوجهوا للبيت الحرام) ليقتدوا بهم وليتزودوا منهم بخيري الدنيا والآخرة
وستبدأ جهود (مبادرة "القوي/الأمين" في مكة) بإذن الله من حيث أنتهت إليه "إستراتيجية منطقة مكة المكرمة" التي أعدتها إمارة المنطقة وكانت من أهدافها الوصول بإنسان المنطقة لمصاف "القوي/الأمين"
نسأل الله عز وجل التوفيق والسداد وصلاح النية والعمل ..
"اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً ، وَزِدْ مِنْ شَرَّفَهُ وَكَرَّمَهُ .. تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَتَعْظِيمًا وَبِرًّا"