في زمننا هذا والمليء بالكثير من المخاطر والمهالك والمصائب أيضا , حيث قد كثر فيه وأنتشر لما هو مكتوب علينا وعلى كل كائن أيا ومهما كان أو يكون , كذلك فكلنا سالكون له بلا شك ولا محالة منه أو مفر , وبأي شكل من الأشكال , ومهما قد تعددت أو تنوعت الأسباب أو الأزمنة أو حتى الأماكن في حضوره ليقضي على كل من قد كتب الله عليه أجله .. الآ وهو الموت , فالموت حق علينا جميعا , كما أنه لا يهمل ولا يعرف أو ليفرق أو حتى ليجامل بيننا أو ليقدم أو يؤخر أو ليميز هذا عن ذاك أو أب من أم أو صديق من حبيب أو صغير من كبير أو حتى المسلم من الكافر , فالموت قد يأتي للشخص فجأة وبدون سبب , أو قد يكون بسبب ظاهر كالأمراض وخلافها , أو ربما قد يأتي بسبب الحوادث وما أكثرها في عالمنا الحالي .
لقد عرف عن الموت بأن فيه العبرة والموعظة والخوف والهول , حتى أنه قد أدب البعض منا ( إن لم يكن بجميعنا ) بل وأعطانا أيضا عدة دروس من دون أي معلم كي يعلمنا أو ليسهل علينا في توصيل وإفهام من لم نكن نفهمه أو لنعتبره , إذ عرفنا أولا وعلمنا بأن هذه الدنيا وبأكملها فانية ولن يدوم فيها إلا وجه و لوحده سبحانه جل وعلى شأنه ذو الجلال والإكرام , وعرفنا كـ ثانيا وعلمنا بأن نغفر ونسامح فيما بيننا حتى وإن لم نخطئ على بعضنا البعض , فـ الله سبحانه وتعالى غفور رحيم , وهو أرحم وألطف بنا جميعا , فكيف بنا ونحن مجرد بشر مستصغر لأن نكابر ونخطئ على بعضنا ومن ثم لا نسامح أو لنغفر ونعفو , ولهذا فيجب علينا بأن نتهادى لكي نتحابب , وأن نفشي السلام فيما بيننا , وخيرنا من يبدأ أولا بالسلام .
وأما اليوم فلا يخفى علينا جميعا وخاصة من كثرة وظهور ممن قد أحسوا بقرب موتهم وكأنهم قد راؤه من أمامهم وقبل نهايتهم , ومن المؤكد أيضا بأننا قد سمعنا عنهم أو حتى قد قرأنا عن أخبارهم , وخاصة لمن قد كان في آخر كلامه بأن طلب العفو والمغفرة منا وأن نسامحه , لنتفاجأ بعد ذلك بموته وفي خلال ساعات قليله فقط , وهذا إن دل على شي فيدل على أن الله سبحانه وتعالى مازال يعطينا الأمل والفرصة معا , من أجل أن نسارع في طلب الصفح والعفو والسماح فيما بيننا , وقبل أن يحين الأجل بنا ونحن لا نزال باقين على الكره والبغض , مما أدى ذلك ومن خلاله لأن يكثر فيه المتسامحون , وأن يطلبوا العفو والسماح حتى وإن لم يخطئوا على بعضهم البعض , فما أجمل التسامح وخاصة إن كان نابعا من الباطن ( القلب ) , قبل أن يكون من الظاهر وبالكلام فقط , ولهذا .. فتهادوا لتحابوا وافشوا السلام بينكم .
سامي أبودش
كاتب سعودي
لقد عرف عن الموت بأن فيه العبرة والموعظة والخوف والهول , حتى أنه قد أدب البعض منا ( إن لم يكن بجميعنا ) بل وأعطانا أيضا عدة دروس من دون أي معلم كي يعلمنا أو ليسهل علينا في توصيل وإفهام من لم نكن نفهمه أو لنعتبره , إذ عرفنا أولا وعلمنا بأن هذه الدنيا وبأكملها فانية ولن يدوم فيها إلا وجه و لوحده سبحانه جل وعلى شأنه ذو الجلال والإكرام , وعرفنا كـ ثانيا وعلمنا بأن نغفر ونسامح فيما بيننا حتى وإن لم نخطئ على بعضنا البعض , فـ الله سبحانه وتعالى غفور رحيم , وهو أرحم وألطف بنا جميعا , فكيف بنا ونحن مجرد بشر مستصغر لأن نكابر ونخطئ على بعضنا ومن ثم لا نسامح أو لنغفر ونعفو , ولهذا فيجب علينا بأن نتهادى لكي نتحابب , وأن نفشي السلام فيما بيننا , وخيرنا من يبدأ أولا بالسلام .
وأما اليوم فلا يخفى علينا جميعا وخاصة من كثرة وظهور ممن قد أحسوا بقرب موتهم وكأنهم قد راؤه من أمامهم وقبل نهايتهم , ومن المؤكد أيضا بأننا قد سمعنا عنهم أو حتى قد قرأنا عن أخبارهم , وخاصة لمن قد كان في آخر كلامه بأن طلب العفو والمغفرة منا وأن نسامحه , لنتفاجأ بعد ذلك بموته وفي خلال ساعات قليله فقط , وهذا إن دل على شي فيدل على أن الله سبحانه وتعالى مازال يعطينا الأمل والفرصة معا , من أجل أن نسارع في طلب الصفح والعفو والسماح فيما بيننا , وقبل أن يحين الأجل بنا ونحن لا نزال باقين على الكره والبغض , مما أدى ذلك ومن خلاله لأن يكثر فيه المتسامحون , وأن يطلبوا العفو والسماح حتى وإن لم يخطئوا على بعضهم البعض , فما أجمل التسامح وخاصة إن كان نابعا من الباطن ( القلب ) , قبل أن يكون من الظاهر وبالكلام فقط , ولهذا .. فتهادوا لتحابوا وافشوا السلام بينكم .
سامي أبودش
كاتب سعودي