الظلم ظلمات يوم القيامة قال تعالى { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } 13 سورة لقمان وقال تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } 82 الانعام وقد حرم الله عز وجل الظلم على نفسه ، فقد ورد في الحديث القدسي { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... الخ } رواه مسلم ، وقد بين اهل العلم ان الظلم ثلاثة انواع ( النوع الأول وهو أعظمها : ظلم الشرك، قال- تعالى { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ، والنوع الثاني: ظلم العبد نفسه بالمعاصي، فالعاصي إنما ظلم نفسه، لأنه عرّض نفسه للعقوبة ، والنوع الثالث: ظلم العبد لغيره من المخلوقين ) ومحور حديثنا اليوم عن النوع الثالث من الظلم الذي يتعلق بمخلوقات الله وهي ظاهرة انتشرت في مجتمعنا الاسلامي ، من اكل اموال الناس بالباطل ومنع اجر الاجير والتعدي والاستطالة على الضعفاء والمماطلة في اداء الحقوق وشهادة الزور وغير ذلك من صور الظلم حتى الظلم مع الحيوانات ،

وتذكر ايها الظالم بان الله سبحانه يقتص للمظلوم ولو بعد حين فقد قال الله تعالى { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } ابراهيم 42 ، وقوله تعالى { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } الشعراء227 ، وفي الحديث الذي حسنه الالباني { اتقوا دعوة المظلوم ؛ فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين } وفي الحديث الذي رواه مسلم { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم .

وتذكر أيها المظلوم قول الله عز وجل { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا لمن ظلم } وبانك منصور من الله فلا تدع مظلمتك ومن ظلمك وطالب بحقوقك واتخذ كل الوسائل والطرق المتاحة التي تكفل لك الحصول عليها وتأكد وتيقن بانك قد ظلمت فعلا ، ولا تنسى الدعاء في الثلث الأخير من الليل ، قال الشافعي رحمه الله


اللهم نسالك بمنك وفضلك أن تجنبنا الظلم بأنواعه وان تهدي كل ظالم الى التوبة وان تنصر كل مظلوم وترد اليه مظلمته ، وانصح نفسي والجميع بعدم السكوت على الظلم وعدم نصرة الظالم فقد جاء في الحديث الصحيح (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره )، والله الموفق.