• ×
الأربعاء 7 رمضان 1444 | 1444-06-23
ساره صالح

ولئن شكرتم لأزيدنكم

ساره صالح

 0  0  5753
ساره صالح


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن الله تعالى أنعم علينا بنعم كثيرة لا تحصى ، ولو حاول الإنسان أن يبذل قُصارى جهده ليحصي هذه النعم فلن يستطيع إلى ذلك سبيلا كما قال تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " ، فنحن نتقلب بين نعمه الظاهرة والباطنة ننعم بها ليل نهار فله الحمد والمنة .
ألا وإن من أعظم النعم التي وهبها الله لنا هي نعمة الهداية للإسلام , سلك بنا مسلك الطائعين وعرفنا بنهجه القويم ، وجعلنا له مؤمنين لا ضالّين ولا مضلّين ، فكيف يكون حالنا إذا قدر الله لنا أن نكون من اليهود أو النصارى أو المشركين والمنحرفين !!
ثم هدانا للتوحيد والسنة والانتساب لمنهج أهل السنة والجماعة بمعرفة العقيدة الصحيحة التي تمسك بها سلف هذه الأمة ، فلم يجعلنا من أهل البدعة والضلالة ، فكم يوجد من يدعي الإسلام وهو أبعد ما يكون عن الإسلام في أخلاقه وإتباعه ، ثم هدانا للخير والفلاح والعبادة والطاعة ، فكم من أبناء التوحيد من تقاعس عن العبادات وهجر المساجد وأماكن الخير حتى صار لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا والعياذ بالله .
وهذه النعم العظيمة لابد لها من شكر ، لأن شكر الله تعالى هو طريق استمرارية هذه النعم وزيادتها كما قال تعالى : " ولئن شكرتم لأزيدنّكم " ، وقد ذكر العلماء أن شكر الله تعالى على ثلاثة أنواع :
الأول : شكر الله بالقلب . وذلك بأن تعترف وتقر بأن هذه النعم من الله تعالى هو الذي أوجدها ووهبها لك من غير حولٍ منك ولا قوة ، فننسب هذه النعم إلى الله تعالى ، وقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى قال : " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، أما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي ،كافر بالكوكب ... الحديث " ، وقد عاقب الله قارون لأنه نسب نعمة المال التي كانت بين يديه إلى علمه وحذقه كما قال تعالى عنه :" قال إنما أوتيته على علم عندي ... " فلكي نشكر الله تعالى على هذه النعم لابد أن نعتقد أنها من الله وحده .
الثاني : شكر الله باللسان : وذلك بأن نلهج ونكثر من شكر الله تعالى بألسنتنا ، فنحمده ونشكره ونوقره ونعظمه ونستغفره بكل ألفاظ الشكر والدعاء .
الثالث : شكر الله بالجوارح : وذلك بأن نسخّر كل جزء من أبداننا في طاعة الله ولا نصرفها في معصيته ، فالعين نسخرها في طاعة الله ، ننظر بها في ملكوت السماوات والأرض ، وننظر بها إلى آيات الله والسنة ، ونجعلها للتفكر في خلق الله تعالى ، ولا نصرفها في النظر إلى ما حرم الله والنظر إلى عورات المسلمين وقبائحهم كما قال تعالى : " إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا " .
والأذن نسخرها في طاعة الله فنستمع بها إلى القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ونسمع بها كلام العلماء والدعاة والصالحين ، ولا نسخرها في معصية الله ، فلا نسمع بها الأغاني وما حرم الله من الكلام الفاحش والبذئ ولا نسمع بها الغيبة والنميمة .
واللسان نسخره في طاعة الله فننطق به كلام الله ونقرأ به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونتناقل به كلام أهل العلم وفتاواهم ، ولا نسخره في معصية الله فنتكلم بالكلام الفاحش والسب والشتم واللعن .
وكذلك سائر الجوارح كاليد والرجل والبطن وغيرها ، كلها نسخرها في طاعة الله سبحانه وتعالى ، فنكون بذلك شكرنا الله حق شكره ، وكنّا ممن اصطفاهم الله ليكونوا من الشاكرين وهم القلة كما قال تعالى : " وقليل من عبادي الشكور " .
اللهم أحفظ علينا نعمك الكثيرة ، وزدها ولا تنقصها ، واجعلنا لك من الشاكرين الطائعين يا رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد ،،

بقلم : ساره بنت صالح الظفيري
جامعة الإمام ـ كلية الدعوة

بواسطة : ساره صالح
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 03:41 صباحاً الأربعاء 7 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021