• ×
السبت 10 رمضان 1444 | 1444-06-23
 عايض الأسمري

أيها العرب أنتم تقتلون لغة القرآن الكريم.

عايض الأسمري

 1  0  5438
 عايض الأسمري

أتعجب من أناسٍ أُنْزِل القرآن عليهم بلسان عربي مبين وجاء بهِ خير الخلق أجمعين مُتَحَدِيَاً ومُعْجِزَاً؛ وتجد هؤلاء الأناس وهم قلة - يَهْدِمُوَن لغة القرآن الكريم سواء أقصدوا ذلك أم لم يقصدوا ليُحيُوا وليَستَحدِثوا ( لغة اللهجات الضيِّقة والمُحرَّفَة ) سواءً أكانت لهجةً في عالم الواقع أو الإفتراض - التي تزرع الفُرَقة و التشتت والقتال و التناحر بين أفراد الأمة العربية، الأمَة التي إن اشتكى منها عضو واحد تداعت له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى، فبينما لم ينجح المستعمر للبلاد العربية عبر مئات السنون أن يهدم هذه اللغة بل ظل أبناء العروبة والإسلام يحاربون ويدافعون ويناكفون بكل ما أوتوا من قوة لكي يقاموا هذا التيار الفكري الجارف الآتي من الغرب الذي يحاول أن يجعل أبناء لغة القرآن ينسون ويتناسون لغتهم؛
لكن وللأسف نجد الآن وبعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي بشتى أنواعها أصبح أبناؤنا أداةً ناقلةً وهادمةً لأنفسهم ولمجتمعهم، وكلُّ الخوف في المستقبل أن نقول: مدمرةً لأمتهم، فأصبحوا جزءاً لمرضٍ يستشري بشكل خطير بين لغة أفراد الأمة العربية، فتجد أن للمحادثات الفوريةِ لهجة خاصة انتشرت بين أوساط الشباب، ويتم تداولها، واستخدامها بشكلٍ يومي بينهم لفظاً وكتابةً حيث أن الكبار لا يفهمون أو يعون ما يتحدث بهِ هؤلاء الشباب وباتت هذه اللهجةُ تضايق أولياءَ الأمور، وكبار السن حيث بدأ القلق، والخوف يظهران عليهم خوفاً من اندثار اللغة العربية التي هي اللغةُ الأم لهؤلاء الشباب، ويحل بدلاً عنها لهجةٌ دخيلةٌ، وغريبةٌ على المجتمع يتم تناقلها عبر الأجيال القادمة؛
بل والأدهى من ذلك أنك تجد المتكلم باللغة العربية الصحيحة يعاب عليه ويقال له: يا أباجهل ويا أخا العرب! بأسلوب فيه تهكم، وسخرية، وكأنه المخطيء لتحدثه بلغة القرآن لكن على النقيض من ذلك تجد أنه إذا توجه هذا المتهكم إلى المسجد، وقُدِّمَ لإمامة الناس فإنك تجده غارقاً في محيط الأخطاء من لحن خفيٍّ وجليٍّ.
أيها العرب لابد علينا من توعية أنفسِنا ومن ثم أسرِنا ومن ثم مجتمعِنا بخطر التحدث بلغة اللهجات الضيِّقة والمحرَّفة, وأن تصبح اللغة العربية الصحيحة هي لغة التعامل، فيما بيننا ولا ضَيَرَّ أن نستثنيَّ منها الكلمات الموحشة والغريبة، ولنا في تجربة المملكة المتحدة خير مثال على توحيد لغة التخاطب والتعامل بينهم ونبذ اللهجات ذات النطاق الضيِّق والمحرَّف.


عايض محمد الأسمري

 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    يزيد الراجحي 1435-05-29 08:46 صباحاً
    جميل تطرق الكاتب إلى هذا الموضوع المهم، و الذي أعتبره غزو ثقافي غير مقصود من أبناء المجتمع، نتيجة لهشاشة المؤسسة التعليمية، عطفاً على إنعدام التوعية بمخاطر الجنوح للهجات الضيَّقة والمحرفة، فؤأيده على حسن تسميتها بالهجات الضيَّقة والمحرف، استمر أيها المبدع فقد أعجبت بما خطت أناملك.


    تحياتيى .
    • 1 - 1
      شنب منحرف . :) 1435-06-12 11:50 صباحاً
      كل تبن بس
      مسوي مؤدب ياخنيث
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:57 مساءً السبت 10 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021