• ×
الإثنين 28 شعبان 1444 | 1444-06-23
صحيفة نشر

كورونا .. ما كان .. وما يجب أن يكون

صحيفة نشر

 1  0  6539
صحيفة نشر


أطلت (كورونا ) برأسها بعد ان قبعت أربع سنوات في جحور التكتم والتمويه ؛ فقد أظهر تسجيل لقناة روتانا خليجية في برنامج ( يا هلا - للمذيع المتألق علي العلياني ) أن أول من أكتشفها هو الطبيب المصري علي محمد زكي في مستشفى سليمان فقيه بجدة ولكنه حينما أراد كشف الحقيقة وإظهارها فوجئ بإحضار لجنة تحقيق من الرياض .. ومن ثم تم فسخ عقده و ترحيله في ليل أظلم .. ولكن إرادة الله شاءت أن يكون انطلاق الفيروس مرة أخرى من عقر دار وزارة الصحة وفي أكبر مستشفياتها في جدة وانتشر خبر مستشفى الملك فهد وإصابة رئيس قسم القلب بالمرض ومع بعض من الطاقم الطبي .. ثم بعده أيضاً أنتشر في عدة مستشفيات أخرى في جدة .. ومكة المكرمة .. وهو دليل على أن الفيروس أخذ يرتع ويلعب في ظل سياسة التكتم والتمويه للحقيقة .. وهي سياسة غير مجدية في ظل التقنيات الحديثة التي تجعل الخبر يطير في ثواني معدودة لكل العالم وان مواجهة الحقيقة بشجاعة خير من دفن الرأس في الرمال ..!! بل على العكس تماماً فإن طمس الحقيقة والتكتم عليها يجعل الاتجاه المضاد في الإشاعة يسير في خط موازٍ وجعل المجتمع في حالة من القلق والتوتر أيهما يصدق ..؟؟
وكان من الأجدر من وزارة الصحة الاستفادة من الخبرات والكفاءات من المستقدمين من الأطباء والخبراء والذين تقدم لهم الدولة أموال طائلة في سبيل صحة المواطن . ألم يكن من الأجدى الاستفادة من خبراتهم وتجاربه في القضاء على الفيروس في مهده بدلاً من أن يتكاثر جراء الإهمال !! ألم يكن من الأفضل إشراك كافة وسائل الاعلام في التوعية للمرض للمجتمع خاصة واننا مجتمع عطوف في مشاعره ولدينا عادات متأصلة في الاحتضان والتقبيل للأنوف والخدود .. والمصافحة مع عدم الحذر في التطهير والتنظيف للأيدي بعد المصافحة و نتساهل في الأمور الصحية كثيراً !! ألم يكن من الأحسن التوعية بمخاطر انتقال المرض من الحيوانات كالأبل وغيرها .. فنجعل مثلاً مزايين الأبل على المحك !!
والأن وبعد ان وقع الفأس بالرأس - كما يقولون - وتم تعيين وزيراً جديداً للصحة - مكلف - وهو ( وزير العمل د. عادل فقيه ) نسأل الله ان يوفقه في معالجة الوضع الصحي المتردي ؛ وأن يكون بيده المبضع الصحيح لمعالجة الوضع ، وقادر على استخدامه كما يجب .. إن عليه ان يقوم بوضع استراتيجية عمل يشترك بها خبراء دوليون لهو خيار أول في القضية . بل أن زيادة أعداد المتخصصين من الأطباء في الصحة العامة الوقائية خيار سريع جداً ؛ فمن غير المعقول أن يكون عدد الأطباء في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة أقل بكثير جداً من مثيلاتها في المستشفيات الحكومية الأخرى : ( العسكرية والتخصصية والجامعية والمدن الطبية .. ) - حسب بعض الصحف المحلية - وتبلغ فقط 46 طبيبا في مستشفيات وزارة الصحة ، وهو أقل عدد من بين التخصصات الأخرى بكثير ، حتى ولو أضطر لأمر التعاقد مع أطباء من الخارج لأن عملهم سيكون البحث عن العدوى .. ومصادرها واستئصال المرض من جذوره هذا فضلا عن مكافحته وتطهير وتعقيم المستشفيات والمستوصفات للحد من انتشار المرض .
كما يجب ان يكون هناك مرصد طبي خاص للأويئة تشرف عليه جهة رقابية طبية من خارج وزارة الصحة حتى يكون مستقل بتقويمه وقياسه للأداء الطبي في المستشفيات تجاه المرض ، ولو كان من منظمة الصحة الخليجية أو منظمة الصحة العالمية لتحديد مدى تطور أو اندحار المرض . بل لابد ان يكثف الطب الوقائي من حملاته في توعية المجتمع والناس بالأساليب الصحية الأزمة للوقاية خاصة بين المعتمرين والحجاج فقد وصلت الحالات (المعلن عنها ) الى مئات الحالات ، والتي أكدت مصادر أخرى بأنها وصلت للآلاف !! واظن انه يتعين على وزير الصحة الجديد أن يكون على مستوى عالٍ من الشفافية والمصداقية في مواجهة المشكلة ؛ وتكون هناك مكاشفة مع المجتمع وتصريحات يومية من الوزير عن المرض وكيفية محاولة القضاء عليه والجهود المبذولة في مكافحته فنحن في حالة حرب مع عدو تتطلب منا الشجاعة في مواجهته ومحاربته بكل الوسائل لا بالتكتم عليه حتى يتسلل الى أعماق مجتمعنا . بل لابد ان يكون هناك حجر صحي للقادمين للملكة للعمرة والخارجين منها وعمل فحوصات مكثفة لهم للتقليل من انتشار المرض على المستوى العالمي ... وبذلك ندفن كورونا في جحرها ... نسأل الله العافية والسلامة للجميع ..

فاتن ابراهيم محمد حسين

بواسطة : صحيفة نشر
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    serpent 1435-07-05 02:22 مساءً
    هو المهندس عادل فقيه و ليس د. عادل فقيه, و هو مهندس صناعي, بالنسبة للدكتور زكي, وراء الأكمة ما ورائها, و هناك عدة أمور لم تكشف بعد, و لو كان الدكتور كما صوره البعض على حق 100% لرأينا ماكينة الإعلام المصري تهدر بلا تحفظ, كما حصل أيام الجيزاوي, و الإعلام المصري معروف, هناك عدة سيناريوهات يعرفها المسئولون في الصحة بالإضافة لدكتور زكي, يا ترا هل منها عدم اتخاذ الدكتور للإحتياطات اللازمة؟ كما نعلم في جائحة سارس, أصيب دكتور سنغافوري بالفيروس و هو في معمل, مع العلم أن سنغافورة تعد من أكثر الدول حرصا و صرامة في تطبيق المعايير الصحية, يا ترا ماذا كان الدكتور سيتسبب به لولا لطف الله؟ قال تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون), مع كامل احترامي, بحث هذا الموضوع من منظور برنامج الأخ العلياني لا يكفي, و ينبغي أن نسأل انفسنا لماذا هذا السكوت من وزارة الصحة حيال موضوع الدكتور زكي؟ ماذا حصل بالضبط؟
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 10:28 مساءً الإثنين 28 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021