• ×
الثلاثاء 29 شعبان 1444 | 1444-06-23
صحيفة نشر

حتى لا تختطف ميزانية التعليم ...

صحيفة نشر

 0  0  5884
صحيفة نشر

لقد حظي التعليم في بلادنا الحبيبة باهتمام بالغ من حكومتنا الرشيدة ، ‏وليس أدل على ذلك ما رفد به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن ‏عبد العزيز حفظه الله قطاع التعليم من دعم سخي وهي الثمانون ‏ملياراً (80 مليار) لتكون إضافة سامقة للميزانية الأساسية .. ايماناً منه ‏بأن التعليم هو مفتاح التنمية والعصا السحرية لنقل المجتمع إلى ركب ‏الحضارة والتقدم .. وبهذا المبلغ ترتفع ميزانية التعليم العام لتصل إلى ( ‏‏210 مليار ريال ) وهي أضخم ميزانية تشهدها البلاد خصصت للتعليم ‏وبزيادة أكثر من 24.56% من ميزانية العام الماضي . هذا بالإضافة الى ‏تعيين صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم ، ‏لتحمل قيادة دفة المعرفة والوصول للعالم الأول عبر خطط واستراتيجيات ‏عالمية لتطوير التعليم . ‏
إن هذه الخطط الطموحة من الدولة لقطاع التعليم والاهتمام يجعلنا أمام ‏تحديات كبيرة للمحافظة على هذه المدخلات المالية الهائلة من الإختطاف ‏نتيجة الهدر أو التشتت أو الفساد ؛ بضرورة وضع أساليب رقابية ضابطة ‏لكل المدخلات والمخرجات للعملية التعليمية . ومع أنه أنشأت هيئة ( تقويم ‏التعليم) منذ العام الماضي الماضي 1434هـ لبناء نظام تقويمي وضمان ‏جودة التعليم العام بحيث يتضمن معايير ومؤشرات أساسية على الانتاج ، ‏إلا أننا نتمنى أن تكون للهيئة -أيضاً - خطط استراتيجية لكل ما ينفق على ‏التعليم خاصة بعد ضخ الـ 80 ملياراً هذه ، بحيث يكون هناك تقويم شامل ‏ومتوازن لعناصر العملية التعليمية ( المعلم -المنهج الدراسي -البيئة ‏التعليمية -والادارة المدرسية) وفق أحدث النظريات التربوية العالمية ‏والتي يجب أن تتلائم مع مقومات مجتمعنا واحتياجاتنا الأساسية . فقد ‏اعتمدت وزارة التربية والتعليم ( مثلاً ) لـ (308 كتاباً ) جديداً للعام ‏المقبل ضمن المشروع الشامل للمناهج وهذا أمر يحتاج إلى كثير من ‏التقويم عن مدى فاعلية هذه المناهج ومدى تحقيقها لأهداف المجتمع ‏تربوياً وتعليمياً ، وكذلك مدى إمكانيتها في إحداث النقلة النوعية في ‏التطوير والتحسين لشؤون خدمة الوطن وتطوره ورقيه . ‏
كما إن التقويم لا بد أن يشمل كذلك قياس مستوى الطلاب منذ الفصل ‏الدراسي الأول وعبر وسائل القياس والتقويم المختلفة كمؤشر لمدى فاعلية ‏تلك المقررات وأسباب القصور إن وجدت هل هي في مستوى الطالب أم ‏لا أم أن هناك قصوراً في جوانب أخرى مثل: المعلم أو قلة التدريبات أو ‏غيرها .... ولعل ما يحسب لسمو الأمير خالد الفيصل هي خطته في ‏إكمال المسيرة للوزارة السابقة ، وهذا بحد ذاته كفيل بعدم نسف ‏المجهودات السابقة من مشاريع وخطط وبرامج بدأتها الوزارة وربما لم ‏تكمل مشوارها المخطط له بعد ، مما يشتت الجهود التربوية والتعليمية ‏ويعمل على عرقلة حركة التنمية .. ولكن إكمال المسيرة يتطلب التقويم ‏المرحلي لكل مشروع من مشاريع الوزارة بل أن تكون المحاسبية ‏والشفافية مبدأ أساسي؛ فيكون هناك على موقع الوزارة تقارير دورية ‏لعمليات التنفيذ للخطط والبرامج والمشاريع وما صرف من أموال في كل ‏مرحلة ، حتى يتمكن جميع المهتمون بشؤون التعليم الاطلاع عليها ، مع ‏تحديث المعلومات مرحلياً . بل أن توضح العوائق والمشكلات التي تعيق ‏مسيرة أي مشروع وإخطار المجتمع بها ، وأظن أن عملية التقويم هذه ‏تجعل الوزارة هي المستفيد الأول فالشفافية تعين على المتابعة وضحد ‏الشائعات والتشكيك في البرامج المقدمة . بل هناك ضرورة لوضع تقارير ‏عن الشركات المنفذة للمشاريع وخاصة (المباني الدراسية) ومدى دقة ‏المواصفات ومطابقتها مع الأصول التي تكون ضمن معايير عالمية في ‏الجودة و الاتقان بحيث تتناسب وما ينفق عليها من أموال طائلة . بل أن ‏تكون وفق خطة مدروسة تقوم بها مكاتب استشارية هندسية عالمية ، وهذا ‏ينطبق على جميع المشاريع مثل: ابتعاث المعلمين والمعلمات ..تدريب ‏القيادات الإدارية .. - وغيرها - من المشاريع . ‏
إن عمل (هيئة تقويم التعليم) لا بد أن يكون أيضاً مصاحباً وموازياً لعمل ‏الهيئات الرقابية الأخرى المرتبطة بمجلس الوزراء مثل: هيئة الرقابة ‏والتحقيق وهيئة مكافحة الفساد ( نزاهة ) والمباحث الإدارية وغيرها .. ‏بل أن تكون في مجلس الشورى لجنة تسمى لجنة ( مراقبة الأداء التعليمي ‏‏) بحيث تكون لها اليد الطولى في تقويم مخرجات التعليم ومدى موافقتها ‏للمدخلات وأين صرفت الأموال . ‏
إن هذه الشمولية والتوازن في التقويم المرحلي للتعليم تجعلنا أكثر قدرة ‏على تتبع الإنجازات وإزالة المعوقات ودعم للجهات المنفذة في تجاوز ‏العقبات . وبذلك تتحقق طموحات قيادتنا التي تجعل المواطن هدف التنمية ‏لبناء وطن نفاخر به الأمم ) .‏
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل


بواسطة : صحيفة نشر
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 01:00 صباحاً الثلاثاء 29 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021