• ×
الأربعاء 30 شعبان 1444 | 1444-06-23
محمد بن صالح الجارالله

الفكر المنحرف كيف نقومه

محمد بن صالح الجارالله

 0  0  5240
محمد بن صالح الجارالله
من الصعوبة بمكان تحديد قضية الانحراف الفكري بشكل دقيق بالرغم من وجود ووضوح مظاهر لها فطبيعة الحال أن المتشدد فكرياً وكذلك المتطرف وما يسمى الغزو الفكري وأيضا الإرهاب الفكري الذي يمكن اعتباره مرادف أساس له انهم جميعًا أحد مظاهر الانحراف الفكري.

وإذا ما اردنا تعريف الانحراف الفكري فيمكننا القول أن المقصود به أنه الاعتداء الفردي أو الجماعي الذي ينعكس على الشخص أو على آخرين، وهدف هذا الاعتداء هو بث أفكار غير جيدة دون مرجعية يعتمد عليها سواء في الشريعة المحمدية أو في القانون الدولي أو القانون المحلي والغرض من ذلك هو التشكيك في العقيدة والمصالح والنظم والأهداف لكسب أمور هامشية أو كبيرة بالطرق غير المتعارف عليها ولا تعد شرعية، وهذه الأفعال والتصرفات تؤدي إلى زعزعة أمن البلد وأمانه واستقراره، والى تصيد شبابنا وابعاده عن دينه ووطنه ومجتمعه ليكن شبابًا لاهيًا بعيدًا عن هموم وطنه ومجتمعه ويصبحون شبابًا هامشيين لا يشاركون في نهضة بلدهم ولا المشاركة في تنميته.

وبكل تأكيد أن المشاكل الأسرية وقصور المدارس في التربية، والتعنصر العرقي والمذهبي، وإشكاليات القيم والمصاعب المالية كل تلك تساهم وتساعد على وجود ونمو بذرة منظومة الانحراف الفكري، ولا شك أن الإنسان هو المسؤول عن صناعة الانحراف وفي ذات الوقت هو وحده الذي يتضرر منه إما نتيجة أمراض عضوية أو نفسية وربما للصدف دور لا يمكن إغفاله وايضا تعوده على ذلك أو ربما تقوده العاطفة الجياشة أو انفعالاته غير المنضبطة ويجدر بنا أن لا نغفل الميل المسبق أو أسلوب التحيز، وما يحدث من ترويج حماسي أو استفتاءات غير حقيقية أو تغيرات اجتماعية أو ظروف معينة أو الفراغ القاتل أو اللهو بأساليبه المختلفة كل ما سبق يمكن القول أنها أسباب ودوافع جوهرية وبيئة خصبة تؤدي إلى الانحراف الفكري.


ويتطلب الأمر للتصدي ومواجهة الانحراف الفكري والوقاية منه ثم القضاء عليه تظافر الجهود وبذلها من قبل جميع المؤسسات والجهات الأمنية والمجتمع المدني، وذلك بمراجعة كل السلبيات في المناهج التعليمية والثقافية حتى نصل إلى نشر ثقافة التسامح والسلام والتعايش والعدل وارساء الحريات المنضبطة، من خلال حملات إعلامية مكثفة وكذلك ترتيبات أمنية وندوات ثقافية وتربوية وأمنية يشارك فيها مثقفين ورجال الأمن، وذلك من أجل الوصول إلى ترسيخ الأمن والعدل والمساواة وإعطاء الحقوق وتكافؤ الفرص والتأكيد على حماية الحريات للمواطنين والمقيمين وفق ديننا الحنيف وشريعة محمد عليه الصلاة والسلام.


ويجدر بنا ونحن نلقي الضوء على الانحراف الفكري أسبابه وأساليبه والوقاية منه ومقاومته بكل السبل والإمكانيات المتاحة أن نشير إلى أن الضرورة تقتضي غرس القيم في نفوس الأبناء منذ الصغر بالتعامل الأسري الجيد وتربية الأبناء على احترام الآخرين وعلى الالتزام الديني، كما أن للمعلمين دور مهم يجب أن لا نغفله والمتمثل في التعامل الحسن مع طلبة المدارس في مختلف المراحل الدراسية، واحتواء مشاكل البطالة بين الشباب ومشاكل الفقر والإسكان للمواطنين والاهتمام بصحة وسلامة المواطن بتوفير العلاج الصحي الملائم لهم، ولا نغفل دوراً مهماً وهو تدعيم وجود القدوة الحسنة في المجتمع وتعزيز الثقة والصلة بين المواطنين والمسؤولين عن الأمن والمؤسسات المجتمعية المدنية.


وفي ختام موضوعنا يمكننا القول أن الضرورة تقتضي الاستفادة من كتاب الرأي في صحفنا المحلية من المفكرين وكتاب المقالات الرياضية الذين يتابعهم الشباب وهم الهدف المقصد في تهيئة السبل لإبعادهم عن مواطن الانحراف الفكري بجميع أنواعه المختلفة وبالإمكان الاستفادة من ملاعبنا الرياضية والمباريات الكروية في نشر معلومات عن أساليب ووسائل الانجراف نحو الانحراف بكافة صوره وأشكاله وأنواعه لتوعية شبابنا وشاباتنا وآباءنا وامهاتنا في اماكن عملهم وفي منازلهم، فشباب الوطن هم عماده ومرتكزه ولا تقوم الأمم إذا كان شبابها منحرفاً في سلوكه وتصرفاته وأفعاله.
حفظ الله بلدنا وشبابنا من كيد الكائدين.

 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:13 صباحاً الأربعاء 30 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021