• ×
الأربعاء 30 شعبان 1444 | 1444-06-23
محمد بن صالح الجارالله

لماذا الصمت عن إيران

محمد بن صالح الجارالله

 0  0  5332
محمد بن صالح الجارالله
أصدرت المحكمة الجزئية الخاصة حكمًا بالقتل على الرافضي نمر النمر وللحكم خلفياته التي ربما تخفى على بعض عامة الناس، قبل القبض على نمر النمر كان له نشاط محموم على منابر حسينيات الروافض في منطقتنا الشرقية وفي خطب الجمعة وامتاز هو بالصوت القوي والحماسة والخطابة، وكان جريئًا في نقد الحكومة ، وله خطبة قوية على اليوتيوب يتحدث فيها حديثًا قويًا ويستنكر تصرفات الحكومة، وعلى اتهام الروافض بالتبعية لإيران ، ولم يقبض عليه مباشرة بعد ذلك الحديث، ربما هي حكمة حكومية انها استخدمت مع النمر النفس الطويل من أجل اعطائه فرصة للتراجع عما كان يقوله على المنبر وفي جلساته الخاصة، وفي تحريضه العلني على حكومة بلده، وحين لم ينفع معه ذلك تم القبض عليه وقاوم ومعه مجموعة من اتباعه رجال الأمن ولكن تمت السيطروا على الوضع وقبض عليه، بعد ذلك لم يسمع الناس شيئًا عن وضعه وماذا حدث له الا بعد صدور الحكم عليه مؤخرًا.

حينما كان يتحدث من على المنبر أن روافض المتطقة الشرقية لا يتبعون لأحد وأنهم لا يسيرون على خطا إيران المجوسية الصفوية صدقه العامة ومرت عليهم كلماته وعباراته وإرسالياته المفخخة مرور الكرام، لجهلهم بطبيعة العلاقة الخفية بين الروافض وربيبتهم ايران وأتباعها، لكن انكشف الغطاء بعد صدور الحكم على النمر، وتحركت ايران تحركًا علنيًا ونددت بالحكم وتحدث رجال السياسة فيها عيانًا بيانًا وبصوتٍ مرتفع حاد وكأن النمر مواطنًا إيرانيًا، ولحقها في التنديد حزبها في لبنان.

فماهي علاقة إيران بحكم صدر من محكمة في بلد مستقل وعلى شخص لا يحمل جنسيتها؟!
الم يقل النمر ان روافض الشرقية لا يتبعون ايران ولا يسيرون على خطاها وتخطيطها واستراتيجيتها؟
إذا ماهي العلاقة بينهم؟
هنا انكشف الغطاء كما اسلفت وثبت بالدليل والحجة القوية ان بينهم علاقة متينة ومتجذرة ايضا.

لم يسمع أحد ان حكومة بلادي تدخلت في شأنٍ إيراني وهي التي تقتل وتقصف وتعذب اخوتنا السنة في ايران، وتحتل الأحواز العربية وتنكل بشعبنا العربي الأحوازي، وقبل أيام حكم على أحداهن بعد ان قتلت ضابطًا رافضيًا حاول اغتصابها بالقتل، وبعد الحكم عليها لم تتحرك الدول الاسلامية لا تنديدًا ولا وساطة لدى ايران بتخفيف الحكم في أقل تقدير، ومر الحكم ولم يعلم عنه الكثير من عامة الناس، وصمت إعلامنا حتى لو إشارة بسيطة على الحكم عليها.

إيران تمتلك استراتيجية تحاول تنفيذها ونفذت الكثير منها بداية من استغلالها للخطأ الاستراتيجي للدول العرببة التي مكنت حافظ رئيس سوريا من الدخول الى لبنان بحجة ضبط الأمن وحدث ماحدث بعد ذلك من انشاء حزب حسن الذي ادخل الرعب في قلوب اللبنانيين واشعل القلاقل والفتن على الساحة اللبنانية، ومرورًا بتمكين امريكا لايران للعراق كله وهاهي الان تبسط نفوذها على اليمن.

الغريب في الأمر والمحير في ذات الوقت، الصمت الإعلامي في جميع وسائله عن تدخل إيران في شؤون بلادنا الداخلية، وعدم حديثها عن الحكم ضد النمر، فماهي قصة وسائل اعلامنا، هذا الإعلام الذي اتعبنا في عدة قضايا تخص المسلمين فهو يسلط عليها الضوء ويكبر منها وينفخ فيها شهورًا عدة، ويستخدم اسلوب التحريض المقيت، وصمت صمتًا مريبًا حيال تدخل إيران الصفوية المجوسية في شؤوننا الداخلية.

يكرر مثقفوا روافض الشرقية دائمًا أنهم مواطنون
وأنه لابد من زيادة اللحمة الوطنية، ويزايدون على ذلك كثيرًا، وأنهم ينبذون التطرف والطائفية وأنهم مبايعون لولي الأمر وليس لديهم أجندة خارجية،
وبعد صدور الحكم على النمر انقلب الوضع فلا ولاء ولا وطنية ولا مواطنة وانتفض دعاة التطرف وأخذوا في تأليب الروافض في العوامية والقطيف وصفوى وغيرها على الحكومة وأختفى صوت الوحدة الوطنية من النخب والقيادات من الروافض، ووصل بهم الحال الى مقاومة رجال الأمن ورفعوا السلاح في وجوههم وحرقوا سياراتهم الرسمية.
عن اي ولاء ووطنية ومواطنة يتحدث هؤلاء؟

 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 12:06 صباحاً الأربعاء 30 شعبان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021