هل نحن مسئولون ؟؟

دعونا نسأل السؤال بشكل أكثر دقة.. هل نحن ممن يستطيعون تحمل المسئولية ؟؟

هذه الخاصية التي كُلفنا أن نتحملها ونجتهد في تطبيق كامل أركانها..

وهي الاستعداد التام لأي شخص للنهوض بالأعباء الموكلة إليه بأقصى قدراته ..

كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. هذه القاعدة الصحيحة لنهضة المجتمعات ..

فالمسئولية التي وضعت على أكتافنا جميعاً.. كلاً على حسب موقعه في الحياة، ليس بالسهولة نفضها ورميها ليخف الحمل عن عواتقنا..

لأنه في غاية البساطة نستطيع تجنب مسؤولياتنا .. ولكن من الصعوبة تجنب النتائج التي تترتب عليها ..

لابد أن يكون تحمل المسؤولية كاملاً .. لا نختلق الأعذار لنتخلى عنها، أو نُحملها غيرنا ..

الإنسان المسئول يعمل بهمةّ ونشاط من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته .. فهي التي دفعته إلى شحذ همته ..

والالتزام دائما ما يكون هو الجوهر .. وبمقتضاه يمكن محاسبة المرء على الأداء.

ولا ننسى أمراً مهماً هو أن أكثر ما يتميز به الناجحون في جميع أنحاء العالم هو قدرتهم العالية على تحمل المسئولية وإدراك مواضع الخلل إن وجدت وإصلاحها..

ولابد أن نعلم جيداً أن المسئولية قيمة وتحملها يحتاج إلى تدريب وتعلم .. لذلك وجب علينا الاعتناء بهذا الجانب في تربية الأبناء .. وأثناء فترة تعليمهم ..

وعلينا ان ندرك أن المناصب لا تعطي امتيازات لأصحابها أو تمنحهم القوة ، ولكنها تفرض عليهم التزامات معينه تجاه من وثقوا فيهم وأولوهم هذه المناصب .. وكذلك تجاه المعنيين ممن يقدمون لهم الخدمات اللازمة ..

هناك أمر مهم يجب الالتفات اليه وهو أن الحقوق يترتب عليها مسئوليات.. وكل إنسان لابد وأن يتذكر ان هذا الحق عليه التزامات قبل أن يتمتع به ..

ومع ذلك نجد أن اغلب الناس لا يتذكرون إلا حقوقهم .. ويتجاهلون غيرها، ويتهربون من كل أمر ملزم لهم وأهمها الحرية ..

فكثير من الناس يريدون الحرية حقاً ، ولكنهم لا يريدون ما ينطوي عليها من مسؤولية، لان معظم الناس يخافون منها ..

بالنسبة للاشخاص الصالحين فانهم لا يحتاجون الى قوانين تخبرهم كيف يتصرفون أما الاشخاص الفاسدين فعندهم طرق عديدة للالتفاف حول القوانين لكي يرمون ما عليهم ..

وأخيراً.. فان ثقل اي مسئولية غالباً ما يخف .. وربما يتلاشى ويزول في ظل المحبة والتفهم والادراك لكافة متطلباتها ..

بقلم .. د/ فاطمة الزهراء الأنصاري

2015/2/21