لنقف قليلا عند هذه الكلمة .. كلمة يتفاشرون، فالتفاشر معناه من التباهي والمفاشرة أي يتفشخر ويتكبر، فمثلا: يقال لفلان من الناس بأنه يتفاشر أو يتفيشر أي يتباهي ويتكبر ويتمخطر .. الخ، وأيضا فهي تستدل أو تعني بحسب موقعها ومالها أو عليها من حال بحسب حال صاحبها أو بحسب من سيطلق عليه هذه الكلمة، كما تعتبر هذه الكلمة من أهم وأشهر وأكثر الكلمات رواجا واستخداما بالمنطقة الجنوبية، كما تعتبر هذه الكلمة هي الأنسب والأصلح من حيث إطلاقها على كل من ينسى نفسه وعشرته وسنوات عمله أو صداقته أو صحبته .. الخ، وخاصة حينما يتم ترقيته لمنصب أعلى ويصبح ذو هيبة ومكانة عالية وأكثر سلطة على زملائه والذين قد كانوا يقفون معه من قبل جنبا إلى جنب وعلى الحلوة والمرة وفي شدائدهم وتحملهم مع بعضهم البعض ... الخ، ليجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها متقبلين ومتسلمين لمشيئة الله وقدره بأن يكون أي أحد منهم مثلا قد على وترقى أو تبوأ بأعلى المناصب ويصبح مشرفا أو رئيسا أو حتى مديرا عليهم، فينسى كل شيء قد كان جميلا مع زملائه ويقلب الطاولة عليهم، فيتفاخر بعلوه ومنصبه الذي قد أصبح عليه اليوم بعكس ما كان عليه في السابق، غير أن ذلك من حقه بل ومن أبسط حقوقه لأن يتفاخر ويفرح بما كسبه اليوم من هذا المنصب ولكن! لا يتكابر ويتفشخر ويتفاشر بالمنصب على حساب كل زملائه، ثم ينسى العيش والملح الذي كان معهم، ولهذا .. فعليه أن يتذكر دائما بأنه ومهما قد على هو وتعالى عليهم بأن الدنيا فانية وقلابه بلا شك، وقد تكون جميلة معه في لحظة أو تعيسة في لحظة أخرى، كما أن عليه أن يتأكد بأن هذا اليوم سيكون له أو معه، ولكن! بالغد فسيكون عليه أو ضده.

سامي أبودش