• ×
السبت 10 رمضان 1444 | 1444-06-23
سامي أبودش

عندما يحبك العدو!

سامي أبودش

 1  0  5658
سامي أبودش
عندما يحبك العدو! فعليك أولا أن تعرف السبب الحقيقي لكرهه لك، فمهما كان عدوك أو قد يكون هو كصديقك مثلا أو زميلك أو قريبك أو أخوك .. الخ، فالعدو هو الخصم أيا كان وكان يكرهك لأي سبب من الأسباب، ولم يحبك هو إلا حينما وجد فيك تغير قد طرأ ليغير من فكرته وتعامله معك، كسعيك وجهدك ومحاولتك لأن تغير من صورتك التي لطالما سببت كل هذا البغض والكره، فربما حسن النوايا مع الكثير من العوامل والأسباب والتي منها كثرة الجلوس والتفاوض معه وفي تواضعك واهتمامك واستماعك له، ثم بعفويتك ووقوفك وتشجيعك .. الخ، فكلها عوامل وأسباب أدت مباشرة إلى أن يغير هذا العدو من صورته السيئة عنك، ويجد في نفسه قبولا وراحة ومن ثم محبة صادقة لأن يطلقها نحوك، وهذا سيكون وبكل تأكيد بمشيئة الله عز وجل لأن يجعل في قلبه اللين والمحبة وينزع ما كان في نفسه من كره وبغض وعداوة، كما أن علينا معرفة بأن الحب من الله والكره والبغض من الشيطان، ولهذا سيبقى العدو الرئيسي والحقيقي لنا هو الشيطان قبل أن يكون هذا الانسان، رغم أن الإنسان هو عدو نفسه لأنه قد جعل لنفسه ملكا لهذا الشيطان الرجيم، فتعوذنا منه أولا عند الغضب ربما قد تجعل نفسيتنا أفضل راحة وعقولنا أكثر وعيا وفهما وتركيزا، وهذا لن يتحقق إلا حينما نكون أكثر قربا من الله بعكس إن كنا أكثر بعدا منه سبحانه وتعالى لأن يسيطر علينا عدونا الرئيسي وأن يجعلنا بعد ذلك أن نقع في كثير من الأخطاء وفي المعاصي والذنوب والتي هي من عمل الشيطان، وفي الختام .. فلنقف قليلا عند أقوال وحكم بعض المفكرين والحكماء والفلاسفة ولنتعلم منهم بعض ما قالوه عن العدو، يقول الملك هنري الرابع: أفضل وسيلة للتخلص من عدوك هو أن تتخذه صديقاً، وأما جراهام جرين: أعدائنا ليسوا المجرمون من الجهلة والبسطاء، بل الأذكياء الفاسدون، وأوسكار وايلد: سامح دائما أعدائك، فلا شيء يضايقهم أكثر من ذلك، كما يقول أرسطو: عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل، وأخيرا يقول الاسكندر الأكبر: لقد استفدت من أعدائي أكثر مما انتفعت بأصدقائي، لأن أعدائي كانوا يعايرونني ويكشفون لي عن عيوبي وبذلك أنتبه إلى الخطأ فأستدركه، أما أصدقائي فانهم كانوا يزينون لي الخطأ ويشجعوني عليه، فاللهم أحفظني من أصدقائي.

سامي أبودش

بواسطة : سامي أبودش
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    اسماعيل الجزائري 1436-06-23 06:58 مساءً
    والله نحن الشعوب العربية كلنا اشقاء واخوة لكن انقسام الدول وعدم وحدة الصف والعوامل الداخلية والخارجية.وتداخل المصالح الفردية الضيقة طغت على هذه الاخوة والاشقائية حتى اصبحنا شقق وغرف .محصورة بصور الشقاق.نحن لخلافة ابو بكروعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم .الذين جاعوا لتشبع رعيتهم وواستعروا واهليهم لتكتسي رعيتهم.و ماتوا لتخاد امنهم .شتان وبين البارحة واليوم.وبين خلفاء البارحة وشبه مستخلفون اليوم.تموت شعوبهم من اجل ان يبقوا جاثمين على الحكم والشهوات والملذات.هم سبب البلوى وراسهل .وللي اللهم علينا خيارنا ولا تولي علبنا شرار خلقك
أكثر
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +3 ساعات. الوقت الآن هو 11:14 مساءً السبت 10 رمضان 1444.

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة نشر الالكترونية © 2021