عزيزي حليف الوطن يجب أن نحافظ على الصورة التي التقطناها سويًا. قد فَجَرَ أربعاء 29 أبريل 2015، ينبوعًا تاريخياً للعالم يُعلمه فن القيادة، وترأست العناوين كل وسائل الإعلام ونحن جميعًا حولها ممثلين في شريحة مهمة من المجتمع، هذا المشهد الذي أرعب أعدائنا، ويَعمَلُون الآن على تفكيكه، فلا يجب أن تُعطيه الفرصة، فأنت بايعت وتحملت المسؤولية مع القيادة المحنكة، واختياراتها الملهمة لتنمية وطنك، وهذا تكليف.

لقد قال خام الحرمين الشريفين الملك سلمان ـحفظه الله ـ مرة في حفل: إن اجتماعكم من كل أسرة أو قبيلة أو منطقة هو تجسيد لوحدة بلادنا، فلولا الوحدة لما اجتمعتم، وقد لا يعرف بعضكم بعضاً وتلك هي الوحدة الوطنية.

أيها الحليف.. رخاء أي دولة يعتمد على القدرات البشرية ومهارتها فاستحوذت حاجاتك قرارات لبيبٌ عاقلٌ.. حاذت رضاك مُجدداً العهد لجيل شاب، عاهد الله والدنيا بحمايتنا وتخليصنا من نفق مظلم كنا ذاهبون إليه، ولكن أنت أيضًا عليك أن تستثمرها.

إن هذه المرحلة حرجة ودقيقة جمع فيها القرار السليماني بين أهل الثقة والخبرة، وعليك أن تشاركه أحلامه بالجد والسعي الحثيث لإحداث النقلة النوعية للسعودية، فلا تبني الأوطان بالنوايا، ولن يتفق الناس جميعًا عليك.. لكنك مرأتنا، القادرة على احتواء الجميع.

سيادة الحليف تذكر دائمًا أنك عين ملك حنَّكته التجارب ونبض ولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان ـ حفظهم الله ـ انطلاقاً من رؤية ثاقبة لمرحلة "التمكين" السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي وإعلاء صروح الإنجازات والمكتسبات التي تحققت، وطورت آليات الأداء المؤسسي بأسلوب منهجي وفق أسس واستراتيجيات علمية، وصولاً إلى التميز والريادة والإبداع في تحقيق مزيد من الإنجازات النوعية بمختلف المجالات، ولنلمس الاختلاف بشكل مادي لا في خطابات أو أحاديث، ومصارحتك دائمًا بحقيقة الوضع شيء إيجابي يعبر عن تقدير الوطن لك، وتمكين الشباب شيء إيجابي، ولكن الخوف من أن تفسدهم عدم ثقتهم بالوطن، فأحذر أن ينتفع من حولك مغرض أو تتغير النفوس فللمتربصين سياسة فكرية ذات بريق يُصعب مقاومته.
وأخيرًا:
ليس بالهتاف فقط يُصنع وطننا، ولكن بدفة قيادة حذقة يُحمل الثرى الشريف على أعناق 60% من الشباب وحكومته الفتية لغد أفضل وتذكر دائمًا صورة 29 أبريل.

د/ حماد الثقفي

مدير إقليمي للقطاع الغربي شركة علم لأمن المعلومات
دكتوراه بقسم تاريخ جامعة الملك عبدالعزيز جده.