![]() | ![]() | |
استوقفني خبر في احدى الصحف الأجنبية يقول .. ان باحثون امريكيون اكتشفوا فيروساً يصيب الناس بالغباء .. موضحين بأن هذا الفيروس قد أصاب نصف سكان العالم ولانه يستوطن في حلق الانسان فانه سوف يستمر لسنوات طويلة .. هذا الخبر حفزني أن أتناول هذا الموضوع .. فصفة الغباء من الصفات المرعبة التي يكره اي شخص ان يوصف بها .. ولكن .. هل الغباء شيء كريه للمتصف به ؟ أو للمحيطين من حوله ؟ وهل هو مرض يصاب به الفرد سواء وراثياً أو عرضياً ؟؟ أم أنه نقيصة يطلقها الناس فينالون من قدر من يريدون ؟؟ الغباء كما يعرفه الجميع بدون زيادات ولا اضافات هو عكس الذكاء !! من مكوناته قلة فهم للأمور ..وضعف في التعلم .. هذا المفهوم العام للغباء الذي ندركه بعقولنا .. ولكن العجيب .. عندما نسمع عن عباقرة يقعون على أرض الأغبياء .. ليأخذون منها حفنة ويعودون الى مواقعهم سالمين.. أو ربما هم يحلقون حول هذه الصفة .. ولكنهم في الحقيقة لا يظهرونها .. مثلاً.. أديسون مخترع المصباح الكهربائي طرده معلموه من المدرسة الابتدائية، والسبب الذي قالوه أنه غبي .. وبليد لايفهم .. فتركهم دون نقاش ، ومضى في طريق العباقرة ، واخترع لنا مئات الاختراعات وأصبح من أثرياء العالم .. هنا لابد لنا من تصحيح تعريف الغباء .. فهو لا يعني بالضرورة التوقف عن العطاء والاستسلام لما يراه الآخرون بأعينهم أو بوجهات نظرهم.. فنحن أحياناً نقع في أمور تجعلنا أغبياء .. بدون أن نكتشف ذلك .. كما وقع من أحد العلماء المخترعين .. كان عنده كلب كبير الحجم حفر له فتحه في جدار بيته ليدخل ويخرج منها .. ومع مرور الايام مات هذا الكلب.. فاشترى كلب حجمه أصغر من الذي مات .. فقام بحفر فتحه أخرى بجانب الفتحه الأولى على مقاس الكلب الصغير.. بينما لو فكر قليلا لترك الكلب الصغير يدخل ويخرج من الفتحه الأولى.. وبرغم هذه الفعلة ظل عالم ومخترع .. أمر مهم لابد أن نلتفت اليه وهو أن الجمود وجه من أوجه الغباء .. فقد يقوم المرء منا بفعل شيء لسبب ما .. ويظل يفعل نفس الشيء لأشهر أو لسنوات.. لمجرد أنه اعتاد على ذلك .. ولم يعد يفكر في الأهداف .. وتصبح مع الوقت هذه العادات غايات في حد ذاتها.. ويصبح المرء أسيراً لهذه العادات .. فيقف ضد التغيير لأنه اعتاد على الجمود والثبات.. فالثابت يمكن توقعه بسهولة.. واليوم سيكون مثل الأمس والغد سيكون مثل اليوم.. بينما التغيير يأتي بالمجهول وبما أننا لا نعرفه.. فقد يكون خطيراً ومؤلماً .. لذلك فإن من المريح لكثير من الناس أن يتصفون بالغباء .. أو حتى يتصنعونه حتى يبقون على أحوالهم .. حراكهم في دائرة صغيرة لايتطلعون الى أن تتسع ابداً .. خلاصة القول يا جماعة .. اذا اردنا ان لا نتصف بالغباء فيجب علينا ألا نفعل نفس الشيء مرتين وبنفس الاسلوب .. ونفس الخطوات .. مع انتظار نتائج مختلفة بقلم .. د/ فاطمة الزهراء الأنصاري | ||
![]() | ![]() |